كوماد اقدم خياط ببلدية المشرية
بسبب الإقبال على الملابس الجاهزة بداية انقراض حرفة الخياط العصري
كوماد اقدم خياط ببلدية المشرية يقع محله التجاري بشارع الأمير عبد القادر بوسط المدينة تحدث، لـ"البلاغ"، بتأسف، عما آلت إليه هذه الحرفة في السنوات الأخيرة، إذ تراجعت بشكل لافت مقارنة مع فترة الازدهار، التي عاشتها إلى حدود الثمانينات، بحيث بات الناس يبحثون عن الملابس الجاهزة، التي غزت السوق، والتي تُصنع في البلد أو تستورد من الخارج.
ولعبت الأثمنة البخسة لهذه الملابس، حسب سي كوماد، دورا سلبيا في استغناء عدد من الزبناء عن الخياط العصري، إذ أصبح أغلبهم يفضل الكسوة الصينية، التي لا يتعدى ثمنها 800 دج، في الوقت الذي تساوي عند الخياط العصري، الذي يسهر على تصميمها وخياطتها، ما يناهز 1200 دج، وتزداد قيمتها حسب جودة الثوب ونوعية الخياطة.
عندما زارت "البلاغ" محل سي كوماد، لاحظت أن هناك إقبالا ملحوظا للزبناء، الأمر الذي فسره صاحبنا بأنه إقبال مؤقت، يتزامن واستعداد الناس لاستقبال المناسبات فقط كعيد الفطر مثلا، إلا أنه أكد أن هناك زبناء أوفياء للخياطة العصرية، من الجيل القديم والجديد.
سي كوماد، خياط عصري بدرب "ألأمير عبد القادر" بالمدينة القديمة، بالمشرية، يمارس هذه المهنة منذ الستينات، رب عائلة، كلهم يعيشون ويدرسون بفضل المدخول البسيط لهذه الحرفة، التي تعلمها والدهم ،.
إلى جانب عبد الرحمان، هناك نورة، سيدة في الأربعينات من عمرها، اضطرت إلى استبدال عملها كخياطة عصرية، بعد أن لاحظت تراجعا في مدخولها، بعمل آخر يرتبط بخياطة ملابس المحجبات، من جلابيب وسروايل فضفاضة وغطاءات الرأس العصرية.
لا تخفي نورة أنها بدورها تفضل اقتناء الملابس الجاهزة لبناتها عوض انتظار تصميمها وخياطتها في محلات الخياطة العصرية، حيث قالت إن ذلك يأخذ وقتا طويلا، ويتطلب ثمنا باهضا، ويصعب استبداله في حال تعرض للتلف أو لخطأ في التصميم.
إن القليل ممن ما زالوا يحتفظون بحرفة خياط عصري، تحولوا، مع أفول نجم مهنتهم، إلى مجرد متخصص في "ترقيع" سراويل وبدل بعض الزبناء.