25‏/11‏/2010

معتقل التعذيب " دزيرة "بالعين الصفراء


افتتح هذا المعتقل يوم 19 أوت 1960لمدة شهر (أغلق يوم 21.09.1960) وكان من قبل يستخدم مركز للمراقبة ويشرف على بساتين وسكان الدزيرة والمصيف ويرصد تنقلات الجيش والمسبلين من وإلى جبل مكثر، وقد خطط لهذا المعتقل العقيد دساز قائد قطاعات العين الصفراء، تيوت، مغرار، سفسيفة، جنين بورزق، عسلة وبوسمغون وقرر إنزال العقاب وإدلال المجاهدين العاملين في السرية بين الأهالي وأعضاء المنظمة المدنية الذين يدعمون الثورة ويقومون بجمع الأموال والتموين . وقد جرت الوقائع في زمن الحر الشديد وكان الموقوفون يحملون في عربات GMC و6*6 منبطحين كي لا يعرفهم أحد عند مرور الشاحنات من وسط المدينة حتى الدزيرة 2.5 كلم . ومن أرسل إلى الدزيرة لا بد أن يعذب، ومعظم المعتقلين بقوا أكثر من 05 أيام بلا شراب ولا طعام. من الطرق البشعة للتعذيب حسب تصريحات الأحياء الذين كانوا حفاة وبعضهم عراة تماما :

- القفز بالرجلين على صدر السجين وهو ملقى على ظهره وسبه وشتمه وأثناء الاستجواب وحتى إن أجاب أو أعطا معلومة فلن ينجه ذالك من مراحل التعذيب المقبلة .

- ربط الشخص بخشبة مصفحة إلى يديه و إلقاؤه في حوض ماء وأمره بالغطس ورفع يده إذا أراد الجواب أو دنى من الغرق .

- طرح الشخص على ظهره أو صدره ووضع حجرة ثقيلة على كتفيه أو ظهره طوال الليل ومن أسقطها ينهال عليه ضربا ومنهم من شوهد وأطرافه مكسرة .

- التعذيب بالكهرباء خارج المركز في خيمة نصبت على ثلاثين متر ويؤخذ الشخص مكبلا ويوضع له سلك الكهرباء في أذنه وأخرى في أعضائه ويرسل التيار .

وعندما دنى أحد المعتقلين من صهريج ماء للشرب ضرب على وجهه بالقدم ضربة عنيفة هوى على إثرها أكثر من 40 مترا أسفل المركز .

وحسب تصريح رسمي أدلى به الدرك فقد قتل 16 شخصا تحت التعذيب منهم إثنين مجهولي الهوية وكانوا يدفنون في الرمال المجاورة للمركز ولم يعثر على جثثهم ولكن عدد القتلى أكبر من ذلك بكثير .

وجل من ذاق تعذيب الدزيرة وبقي على قيد الحياة إلا وحكم عليه بالمحكمة العسكرية بسعيدة أو سجن دون محاكمة بالسجن العسكري بعين الصفراء أو بسجن معسكر أو وهران (سنتا كروز وبعدها بالسجن المدني الذي كان يراقبه أعضاء OAS ويفعلون بالسجناء ما يشاؤون).