16‏/1‏/2011

بيع العصافير وجهة الشباب البطال بالمشرية

أضحت تجارة العصافير في الفترة الاخيرة بالمشرية وجهة لفئة كبيرة من الشباب البطال والعائلات المعوزة التي اتخذت من العائدات البسيطة لهذه التجارة وسيلة لكسب لقمة العيش والقضاء على شبح الجوع. الذي يهدد بصورة دائمة الفئة البطالة لتكون أسواق ونقط البيع المختلفة سبيل هؤلاء. هذه الاماكن تقبل عليها أنواع مختلفة من الزبائن فمنهم من هم من خارج الولاية قصدوا أماكن بيع العصافير بهدف إعادة بيع هذه الأخيرة في أسواق أخرى ومنهم الهواة الذين يجدون في هذه العصافير طيور تسلية يبيعون ويشترون في انواع مختلفة منها بهدف تمضية الوقت. لكن الفئة الاكثر تهافتا على اسواق بيع العصافير هي العائلات والشباب البطال وذلك بحثا عن توفير ثمن الخبز والحليب. لتبقى تكاليف هذه التجارة التي تعتبر الملاذ الوحيد لهؤلاء. في تزايد مستمر خاصة وأن معظم العصافير مستوردة من الدول الإفريقية والأوروبية كالموزمبيق، فرنسا وإسبانيا و بأعداد قليلة. وبالتالي زادت تكاليف شراء مختلف هذه الأنواع من العصافير وإعادة بيعها وتحقيق هامش الربح الذي أصبح صعبا مقارنة بما سبق ذكره من ارتفاع تكلفة أطعمة هذه الطيور وأدويتها كعلب التعدية المستوردة للعصافير والتي يتراوح سعرها حسب نوعيتها من 80 دج الى 200 دج و 250 دج. هذه الأسعار المرتفعة أصبحت لاتتوافق ووضعية وظروف الشباب البطال و العائلات المعوزة التي تستغل هذه التجارة لتقتات والتي كثيرا ما تلجأ إلى تغذية هذه الطيور باعتبارها مصدر رزقها الوحيد "بالبراقة". هذه الاخيرة لم تسلم من ارتفاع سعرها . بإضافة إلى مصاريف معالجة هذه العصافير بواسطة البخاخات المضادة للحشرات والطفيليات والتي تراوح سعرها ما بين 200دج و400دج هذه التكاليف الأخرى أرهقت جيوب هؤلاء وزادت من معاناتهم.في الوقت الذي تتأرجح فيه أسعار مختلف أنواع العصافير ما بين 700دج و800دج بالنسبة للعصافير ذات الحجم الصغير والتي لم تتجاوز الشهرين في ظل ارتفاع تكاليف رعاية هذه الأخيرة حيث أصبحت تغطيتها مهمة صعبة وتحقيق هامش الربح الذي يسد رمق هؤلاء تتحكم فيه قوانين العرض والطلب التي تتحكم دوما في أسعار العصافير المحلية والمستوردة ليبلغ سعر الكناري ما بين 1700 و2000دج إلى 3000دج لتزيد معها تكاليف ومصاريف هذه العصافير التي تكون معايير العناية بها مرتفعة خاصة مع اقتراب موسم التزاوج والتي تقتضي مصاريف إضافية تكلف الشباب البطال وكذا العائلات مبالغ معتبرة للحصول على الغذاء المناسب لهذه الطيور في هذه الفترة الحرجة، هذه الأعباء التي أصبحت تؤرق هؤلاء وتزيد من صعوبة الحياة التي يعيشها معظم الشباب الذين لم يحالفهم الحظ بفرصة عمل ويظل على إثرها هؤلاء تحت رحمة تجارة بيع العصافير.

جريدة صوت الغرب ....سلامي