21‏/2‏/2011

أنواع الأولياء ومراتبهم وديوان الصالحين

ان عالم الولايه الخاصه هو عالم الحقائق الباطنه . وهو عالم الاسرار المكنونه والعطايا المخصوصه ولذلك ستره الحق تعالى عن عامه الخليفه لان العقول المعقوله والنفوس المصفده والقلوب المحجوبه تعجز عن ادراك كنه الحقائق وتكل عن استشراف الانوار ودقائق المعانى والاسرار فاستاثر الحق تعالى باوليائه وضمن بمعرفه اقدارهم وحقائقهم عن الخلق ووسمهم النبى صلى الله عليه وسلم بالضنانئن فيما وراه الطبرانى وابو نعيم عن الامام ابن عمر رضى الله عنهما ان النبى تعالى صلى الله عليه وسلم ( ان الله تعالى ضنائن من خلقه يغذزهم فى رحمته يحييهم فى عافيه ويميتهم فى عافيه واذا توفاهم توفاهم الى جنته , اولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الذيل المظلم وهم منها فى عافيه )

(1)

ويقول الامام العارف سيدى محمد ابو المواهب الشاذلى قدس الله سره ( ولى الله المحبوب هو خزانه الاسرار والغيوب وليله القدر الساميه الفعال والاسم المجاب والحرف الفعال ,فلا تعجب ان ظهرت عليه الكرامات وخرقت له العادات لانه فى بقاه صار فعله فعل مولاه .

امره كله عوائد فينا ليس فى الكون عندنا خرق عاده

ويقول رضوان الله عليه : ( ولى الله المخصوص دخل حضره الذات .وانجلت له حقائق الصفات وشهد معانى الاسماء بسائر التجليات هنالك راى مالا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )

ولقد تناول علماء الصوفيه بيان انواع الاولياء ومراتبهم _ بالقدر الذى تتاح معرفته _ بلغتهم العرفانيه ومصطلحاتهم الصوفيه واحيانا برمزياتهم الاشاريه صونا لاسرارهم عن العامه والمعغلقه قلوبهم وان كان لهم فى العلم الكسبى سهم

ومن حق الساده الصوفيه علماء الحقيقه _ وان تكون لهم لغتهم الخاصه بهم , وان تكون لهم مصطلحاتهم فى التعبير عن معارفهم ولاسيما ان كان لاهل كل علم من العلوم الشرعيه وغيرها ومصطلحاتها التى لم ينازعوا فيها كمطلحات علوم حديث واصول فقه وعلوم القران والنحو والتصريف بل ومطلحات الطب والفلك والهندسه وغيرها وكل هذا لم يعترض عليه .

انا علم التصوف فان قيامه تقوم لدى خصومه واذا ذكر اسمه او شىء من مصطلحاته كالمكاشفه او المشاهده او الاقطاب او الابدال ونحو ذلك ,

مع انه علم يقوم على الكتاب والسنه وهدى السلف الصالح كما شهد بذلك اهل النور والعرفان من اساطين علماء الامه ,بل وعلماء السلفيه ايضا .

فترى المحجوبين يرفعون عقائرهم بالانكار ,ويقولون هذه الاسماء والمطلحات الصوفيه ان هى الا بدع منكره ويجحدون مراتب الاولياء والقابهم الاصطلاحيه ,ومنازلهم الروحيه ويقولون مالها من دليل يدل عليها من الشرع او العقل مع ان علماء الحديث والسنه والاصول العقيده الراسخين المنصفين قد اصلوا لهذه الحقائق واثبتوا شرعيه تلك المراتب بالاحاديث والاثار والنقول فضلا عن ادراكهم لها ذوقا وكشفا وقد تحققت لديهم بالمنهج التجريبى الذى هو اقوى براهين الثبوت ولاسيما فى عالمنا المعاصر عند كبار العلماء والمفكرين فى الشرق والغرب وعلى السواء .

فحينما وجد الامام الحافظ سيدى جلال الدين السيوطى رضوان الله عليه جدلا ونكارا فى القرنين التاسع والعاشر الهجريين حول حقيقه الاقطاب والابدال والاوتاد والنقباء صنف رساله قيمه بعنوان ( الخبر الدال على وجود القطب والاوتاد والنجباء والابدال ) وهذه الرساله ضمن مجموع الحاوى للفتاوى للامام السيوطى رضى الله عنه . وقد ساق فيها عديدا من الاحاديث الشريفه والاثار المروريه عن سيدنا على كرم الله وجهه بتخريجها من كتب السنه وكثيرا منها حسنه علماء الحديث الشريف .

فمن تلك الاحاديث : مارواه الطبرانى _فى الاوسط _ عن سيدنا انس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تخلو الارض من اربعين رجلا مثل خليل الرحمن , فيهم يسقون ,وبهم ينصربون , مامات منهم احد الا ابدل الله مكانه اخر) قال قتاده :لسنا نشك ان الحسن منهم ( اى البصرى ) رضى الله عنه قال الحافظ ابو الحسن الهيثمى فى( مجمع الزوائد ) اسناده حسن

ومما خرجه الامام الحافظ السيوطى عن الامام احمد _ فى مسنده _ وابى داود وابن ابى شبيه وابى يعلى الحاكم والبيقى باسنادهم عن السيده ام سلمه زوج النبى صلى الله عليه وسلم انه قال :يكون اختلاف عند موت خليفه فيخرج رجل من المدينه هاربا الى مكه فياتيه ناس من اهل مكه ويخرجوه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث اليه بعث من الشام فيخشف بهم بالبيداء بين مكه والمدينه فاذا راى الناس ذلك اتاه ابدال اهل الشام وعصائب اهل العراق فيبايعونه. (4)

وكذلك مما خرجه الامام السيوطى عن الحافظ ابن نعيم ابن عساكر عن الامام ابن مسعود رض الله عنه انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل فى الخلق ثلاثمائه قلوبهم على قلب ادم عليه السلام ,ولله فى الخلق اربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ولله فى الخلق سبعه قلوبهم على قلب ابراهيم عليه السلام ولله فى الخلق خمسه قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام .

ولله فى الخلق ثلاثه قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام ولله فى الخلق واحد (5)

قلبه على قلب اسرافيل عليه السلام

فاذا مات الواحد ابدله الله مكانه من الثلاثه ,واذا مات من الثلاثه ابدل الله مكانه من الخمسه واذا مات من الخمسه ابدل الله مكانه من السبعه واذا مات من السبعه ابدل مكانه من الاربعين , واذا مات من الاربعين ابدل الله مكانه من الثلاثمائه واذا مات من الثلاثمائه ابدل الله مكانه من العامه فيهم (6) يحى ويميت ويمطر , وينبت ويدفع البلاء قيل لعبد الله بن مسعود رضى الله عنه :وكيف كان بهم من يحى ويميت ؟

قال : لانهم يسالون الله اكثار الامم فيكثرون ,ويدعون على الجبابره فيمقصون ويستسقو فيستسقون .ويسالون فتنبت لهم الارض مايدعون فيدفع بهم انواع البلاء (7) كما تناولت مصادر الحديث والاثر بيان مناصب كبار الاولياء ومراتبهم فيما اخرجه الحافظان الخطيب وابن عساكر عن ابى بكر الكتانى رضى الله عنه انه قال :النقباء ثلاثمائه ,والنجباء سبعون ,والبدلاء اربعون ,والاخيار سبعه ,والعمد اربعه ,والغوث واحد .

فمسكن النقباء المغرب ومسكن النجياء مصر ومسن الابدال الشام والاخيار سياحون فى الارض والعمد فى زوايا الارض ومسكن الغوث مكه فاذا عرضت الحاجه من امر العامه ابتهل فيها النقباء ثم النجياء ثم الابدال ثم العمد فان اجيبوا والا ابتهل الغوث فلا تتم مسالته حتى تجاب دعوته (8) وقد رواه خاتمه المحدثين الامام ابن حجر الهيتمى واقره .

والى جانب الامام الحافظ جلال الدين السيوطى نجد خاتمه الفقهاء والمحدثين الامام شهاب الدين احمد بن حجر الهيتمى (ت 974 ه) يقرر فى فتاويه الحديثيه ماقرره الامام السيوطى _رضى الله تعالى عنهما _ويجيب عن هذا السؤال؟ ماعده رجال الغيب وما الدليل على وجودهم ؟؟

فيقول رضى الله تعالى عنه (ورجال الغيب سموا بذلك لعدم معرفه اكثر الناس لهم ).

راسهم . قطب الغوث الفرد الجامع جعله الله دائرا فى الافاق الاربعه اركان الدنيا كدوران الفلك فى افق السماء وقد ستر الله احواله عن الخاصه والعامه وغيره عليه غير انه يرى عالما كجاهل وابله كفظن (9) وتاركا اخذا بعيدا ,سهلا عسرا ,امنا حذرا ,ومكانته من الاولياء كالنقطه من الدائره التى هى مركزها به يقع صلاح للعالم

والاوتا د : هم اربعه لايطلع عليهم الا الخاصه واحد باليمن وواحد بالشام وواحد بالمشرق وواحد بالمغرب

والابدال : وهم سبعه على الاصح ,وقيل ثلاثون وقيل اربعه عشر كذا قاله اليافعى وسياتى حديث انهم اربعون وحديث انهم ثلاثون وكل منهم يعكر على قوله (والاصح انهم سبعه) (10)

والنقباء :وهم اربعون

والنجباء :وهم ثلاثمائه فاذا مات القطب ابدل بخيار الاربعه (11) او احد الاربعين :ابدل بخيار الثلاثمائه : او احد الثلاثمائه ابدل بخيار الصالحين فاذا اراد الله قيام الساعه اماتهم اجمعين وذلك ان الله يدفع بهم من عباده البلاء بهم وينزل بهم قطر السماء (12)

فاذا انكر خصوم الصوفيه هذه التقريرات العلميه عن رجال الغيب ومراتب الاولياء بدعوى انها صادره عن مصادر صوفيه مع انها تحمل ارفع المراتب العمليه كما انها مدعمه بالادله الحديثيه المتعاضده فاننا نواجههم بالبراهين السلفيه الصادره عن كبار المحدثين السلفيين كالحافظ ابن كثير _ تلميذ ابن تيميه _ فانه صرح فى موسوعته التاريخيه ( البدايه والنهايه بمراتب الصوفيه ومطلحاتهم _كالاقطاب والابدال والاوتاد وكذا الاحوال والمكاشفات واقر اتصاف الاولياء بها فى تراجمهم اذ قال فى ترجمه الشيخ العارف عبد الله الارمنى رضى الله تعالى عنه مانصه (احد العباد الزهاد الذين جابوا البلاد وسكنوا البرارى والجبال والوهاد واجتمعوا بالاقطاب والابدال والاوتاد وممن كانت لهم الاحوال والمكاشفات والمجاهدات والسياحات فى سائر النواحى والجهات (13)

حقا أنها مانت شهادة إنصاف من الكبار للكبار بمناى عن شطط الهوى وقتام التعصب التعصب المذهبى البغيض !!

خصائص ومراتب الاولياء واعمالهم :

اما التعرف على خصائص مراتب الاولياء واعمالهم الظهارة والباطنة فانها لا يتسع لها جانب من مصنف ولكنها تتطلب موسوعة فى عدة مجلدات لذكر تفاصيلها . ولكن على سبيل الاجمال نقتطف بيانا للامام المحدث العارف سيدى ضياء الدين احمد الكمشخانوى النقشيندى قدس الله سره من موسوعته " جامع الاصول فى الاولياء وانواعهم واوصافهم " اذا يقول : " واما التعريف القطب وسائر الولياء فقالوا : ان الاقطاب كثيرة فإن كل مقدم قوم هو قطبهم ، واما القطب الغروث الفرد الجامع فهو واحد . ولذلك : ان نقباءهم ثلاثمائة ، وهم الذيم استخرجوا خبايا النفوس ولهم عشرة اعمال اربعة ظاهرة وستة باطنة . فأما الاربعة الظاهرة فكثرة العبادءة ، والتحقق بالزهادة والتجرد عن الارادة ، وقوة المجاهدة . وأما الباطنة فهى التوبة ، والانابة والمحاسبة والتفكر ، والاعتصام والرياضة . واما النجباء : فاربعون وقيل : سبعون ، وهم منشغلون بحمل اثقال الخلق ، فلا ينظرون الا فى الحق ولهم ثمانية اعمال اربعة باطنة واربعة ظاهرة . فأما الظاهرة فهى الفتوة والتواضع ، والادب ، وكثرة العبادة . واما الباطنة فالصبر ، والرضا والشكر ، واحياء وهم اهل المكارم الاخلاق والعرفان ، .

واما الابدال فسبعة رجال ، وهم اهل فضل وكمال ةاستقامة واعتدال وقد تخلصوا من الوهم والخيال ولهم اربعة اعمال باطنة واربعة ظاهرة . فاما الظاهرة فالصمت والسهر والجوع والعزلة ولكل من هذه الاربعة ظاهر الباطن اما الصمت فظاهرة ترك الكلام بغير ذكر الله ، واما باطنة فصمت الضمير عن جميع التفاصيل والاخبار . واما السهر ، فظاهرة عدم النوم واما باطنة : فعدم الغفلة .

واما الجوع فظاهرة جوع الابرار لكمال السلوك وباطنة جوع المقربين لموارد الانس .

واما العزلة : فظاهرها ترك المخاطبة للناس ، وباطنها ترك الانس بهم . واما الاعمال الباطنة : فهى التجرد والتفرد ، والجمع والتوحد . ومن خواص الابدال : من سافر القوم من مواضعه وترك الجسد على صورته : فذلك هو البدل لا غير ، والبدل على قلب ابراهيم عليه السلام . وهؤلاء الابدال : لهم امام مقدم عليهم ، ياخذون عنه ويقتدون به ، وهو قطبهم وقيل الابدال اربعون ، وسبعة هم الاخيار ، وكل منهم له امام منهم هو قطبهم واما الاوتاد : فهم عبارة عن اربعة رجال منازلهم : اربعة اركان العالم شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ومقام كل واحد منهم تلك الجهة ، ولهم ثمانية اعمال اربعة ظاهرة واربعة باطنة . فأما الظاهرة فكثرة الصيام وقيام الليل والناس نيام وكثرة الامتثال والاستغفار بالاسحار . واما الابطنة فالتوكل والتفويض والثقة والتسليم ولهم واحد منهم هو قطبهم . واما الامامان : فهما شخصان ، احدهما عن يمين القطب والاخر عن شماله . فالذى عن يمينه ينظر فى الملكوت وهو اعلى من صاحبه وهو مراه ما يتوجه من المركز القطبى الى العالم الروحانى من الامدادات التى هى مادة الوجود والبقاء .

ولا يكون القطب قطبا الا اذا اجتمع فيه هذه الصفات التى اجتمعت فى هولاء الذين تقدم ذكرهم ……….."(14)- ثم قال بعد اغراق فى منزلة القطب الغوث :

" فالقطبية الكبرى : هى مرتبة قطب الاقطاب ، وهو باطن النبوة " سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلا تكون الا لورثة لاختصاصه عليها بالاكملية فلا يكون خاتم الولاية وقطب الاقطاب الا على باطن (15) خاتم النبوة "(16) .

ثم انتقل صاحب جامع اصول الاولياء لبيان نوع اخر من قمم الاولياء فقال : " فالافراد : هم رجال الخارجون عن نظر القطب وهم ، وهم اكمل اهل الارض . والامناء هم : الملامية : وهم الذين لم يظهر مما فى بواطنهم اثر على ظواهرهم وتلامذتهم فى مقام اهل " الفتوة " وقال صاحب العوارف (17 ) : الملامى : هو الذى لا يظهر خيرا ولا يضمر شرا وذلك ان الملامى تشربت عروقه طعم الاخلاص والحب ، وتحقق بالفتوة والصدق فلا يجب ان تطلع احد على حاله واعماله " . (18) .

ديوان الاولياء :

ومن الحقائق الصوفية المؤكدة على لسان كبار الاولياء العارفين : ان الاوليء ديوانا ينعقد كل ليلة فى عالم الملكوت وهو مجمع يجتمعون فيه باذن ربهم للحل والعقد والفصل والتصرف فى امور الخلق وتنفيذ اوامر الخلق وتنفيذ اوامر الحق تعالى باعتبارهم من جنود رب العاملين . وقد تحدث الامام الغوث سيدى عبد العزيز الدباغ رضى الله تعالى عن هذا الديوان باستفاضة فى كتاب " الابريز " الذى صنفه عن لسانه تلميذه الشيخ احمد بن مبارك رضى الله تعالى عنهما ، وتلقته الامة بالقبول فقال فيه : " سمعت الشيخ رضى الله عنه يقول الديوان يكون بغار حراء الذى كان يتحنث – اى يتعبد – فيه النبى صلى الله عليه وسلم قبل البعثة . قال رضى الله عنه : فجلس الغوث خارج الغار ، ومكة خلف كتفه الايمن والمدينة امام ركبته واليسرى واربعة اقطاب عن يمينه ، وهم مالكية على مذهب الامام مالك بن انس رضى الله عنه وثلاثة اقطاب عن يساره احد من كل مذهب من المذاهب الثلاثة والوكيل امامه ويسمى قاضى الديوان ، وهو فى هذا الوقت مالكى ايضا من بنى خالد القاطنى بناحية البصرة واسمه : سيدى محمد بن عبد الكريم البصراوى . ومع الوكيل يتكلم الغوث ، ولذلك سمى وكيلا ، لأنه ينوب فى الكلام عن جميع من فى الديوان !! قال : التصرف للاقطاب السبعة على أمر الغوث وكل واحد من الاقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرفون تحته ، والصفوف الستة من وراء الوكيل وتكون دائرتها من القطب الرابع الى الذى على اليسار من الاقطاب الثلاثة فالاقطاب السبعة هم اطراف الدائرة وهذا هو الصف الاول وخلفه الصف الثانى على صفته وعلى دائرته وهكذا الثالث الى ان يكون السادس اخرها . قال ويحضره النساء " اى الاولياء كالسيدة رابعة العدوية رضى الله عنها مثلا " وعددهن قليل وصفوفهم ثلاثة ، وذلك فى جهة الاقطاب الثلاثة التى على اليسار فوق دائرة الصف الاول فى فسحة هناك بين الغوث والاقطاب الثلاثة – قال رضى الله عنه – ويحضره بعض الكمل من الاموات ويكونون فى الصفوف مع الاحياء . ثم قال فى بعض الاحيان يحضره النبى صلى الله عليه وسلم فاذا حضر عليه الصلاة والسلام جلس فى موضع الغوث وجلس الغوث فى موضع الكيل وتاخر الوكيل للصف ، واذا جاء النبى صلى الله عليه وسلم جاءت معه الانوار التى لا تطاق وانما هى انوار محرقه مفزعه قاتلة لحينها وهى انوار المهابة والجلالة والعظمة حتى انا لو فرضنا اربعين رجلا بلغوا فى الشجاعة مبلغا لا مزيد عليه ثم فجئوا بتلك الانوار فانهم يصعقون لحينهم ! الا ان الله يرزق اولياءة القوة على تلقيها !! ثم قال رضى الله عنه ان اهل الديوان اذا اجتمعوا فيه اتفقوا على ما يكون من ذلك الوقت الى مثله من الغد فهم رضى الله عنهم يتكلمون فى قضاء الله تعالى فى اليوم المستقبل والليلة التى تليه ولهم التصرف " بأذنه تعالى " فى العوالم كلها السفلية والعلوية وحتى فى الحجب السبعين " (