6‏/5‏/2011

جمعية صافية كتو تكرم وتحتفي بالشاعر والباحث بوحميدة محمد بن عيسى


كرمت جمعية صافية كتو للأبداع الثقافي بمدينة العين الصفراء في أمسية الخميس الموافق 30/12/2010الاستاد الشاعر والباحث بوحميدة محمد بحضور نخبة من المثقفين واساتدة وبحضور السلطات المحلية لبلدية العين الصفراءقامت جمعية صافية كتو للإبداع الثقافي بمدينة العين الصفراء بتكريم الشاعر والباحث بوحميدة محمد بن عيسى بحضور نخبة من مثقفي المدينة على إصداره الجديد الموسوم
"رجال في ذاكرة النسيان" ، بالمركز الثقافي الجديد ،
بعدما قدم الكاتب بوحميدة محمد بن عيسى بعض الملامح المهمة من كتابة من خلال
حكي مسار الشخصيات الثلاث الراحلة عبر حكي سردي ممتع لسيرهم ممّ جعل التاريخ يذوب في المتخيل والمتخيل يتوازى مع التاريخ بأسلوب ممتع حيث نوه كل المتدخلين في هذه الأمسية على سلاسة اللغة وعلى الملعومات القيمة التي استقاه الكاتب من خلال المقابلات التي أجراها مع عائلات الشخصيات الثلاث ،أولهم الكاتب والمفكر صاحب كتاب "المعجزة القرآنية " هذا الكتاب الذي لم يظهر الى النور الا بعد صعوبات شديدة لأن صاحبه كان مراقبا ومتبوعا فمنذ أن قدمه في سنة 1979 إلى وزارة الشؤون الدنية التي أشرت على أهميته وضرورة نشره ولم يتم له النشر إلى غاية فبراير من سنة 1992 بسبب
بسيط هو أن بغدادي بلقاسم صديق المفكر مالك بن نبي كان واحدا من الذين حاصرتهم قوى الشر من كل جانب وأرادت خنق صوته وهو الذي عاش طيلة حياته باحثا عن العلم ومسالما حيث قال يوما "أخاف أن أموت ولا أجد أحدا يخلفني ويرث كتبي ومكتبتي"وقوله أيضا "إن كل إصلاح يجب أن يبدأ بالثقافة وإذا لم نفعل فلن نخرج من الأزمات التي نتخبط فيها" وقد خلف مخطوطات عديدة منها كتاب " في رحاب الاعجاز العلمي في القرآن الكريم" الذي وضع مقدمته الدكتور الجليل محمد سعيد البوطي الاستاد في جامعة دمشق في رسالة مؤرخة في 15/04/1982- وكتاب اخر صغير عنوانه " الصعوبات علامات النصر في المجتمع العربي" وقد كتب له المقدمة المفكر مالك بن نبي لما كان في مصر- وكتب أخرى إلا أن انطفأت شمعته و هو لا يزال يجترح العلم في أحد ثانويات مدينة مستغانم حيث كان مدرسا بها ليسقط على مرأى من تلاميذه . أم الشخصية الثانية فكانت شخصية الباحث جوزيف ايليو أو يوسف ايليو هذا الرجل القادم من فرنسا في ايطار بعثات التعاون ينزل إلى مدينة العين الصفراء فيجد فيها ملاذه وراحته النفسية فتتغلغل رمالها وشمسها في حناياه فيقرر أن يبحث في كنوزها الأثرية من خلال تنقيبه الدائم في جبال المنطقة وإحصاءه لمواقع عديدة لصخورها المنقوشة ممّ جعله يشارك في العديد من المعارض الوطنية والدولية التي تهتم بالبحوث الأثرية وقد نال شهادة الدكتوراة من جامعة السربون بأطروحته في علم الآثار، لقد ارتبط هذا الرجل الإنساني بمدينة العين من خلال تزوجه من امرأة مسلمة وأخذه للجنسية الجزائري وإعلانه لإسلامه ، مفضلا هذا الوطن عن وطنه الأم ويوم موته أوصى بأن يدفن بمدينة العين الصفراء مخلفا وراءه مخطوطات عديدة وبحوث عن أثار ما قبل التاريخ حيث كان من الذين أقروا بأن الديناصور قد عاش بهذه المنطقة وجاءت الأيام مصدقة لاستشرافه وكان الاكتشاف لبقايا ديناصور بمنطقة العين الصفراء .
أم الشخصية الثالثة وهي للمجاهد والشهيد قطيب محمد هذا المضلي الذي جاء لثورة التحرير مدربا على تقنيات الحرب من خلال مشاركته في القوات الخاصة الفرنسية التي كانت تخوض حربا في الهند الصينية وعند عودته التحق بصفوف جبهة التحرير وكان من أبطال معركة (امزي) بمنطقة العين الصفراء حيث قدر له الله أن يعيد أسطورة الشهيد الذي لم يمت حيث تلقى رصاصات في وجهه لتخترق لسانه وتمزقه فيظنه رفاقه أن استشهد فيغطوه بالحلفة و يذهبون ليستفيق بعد ثلاثة أيام ملطخا بدماءه ليتجه نحو الحدود المغربية وتحديدا في تراب المغربي في قرية ( ايش) اين وجد من يعالجه ويطبب جراحه ليعود بعد ذلك للجهاد مع إخوانه المجاهدين وحينما بزغت شمس الحرية واصل محمد قطيب نضاله في صفوف جيش التحرير وقد كان برتبة مرشح((aspirant
;وما إن حلت سنة 1969 حتى فوجئ بقرار التوقيف عن الخدمة العسكرية
فراسل الرائد بلهوشات عبدالله والرائد شابو وبعث برسالة أخرى إلى العقبي عبد الغني طالبا منهم الاستفسار عن هذا التوقيف المفاجىء لكنه لم يتلقى أي رد
وبعدما حاصره البؤس مع عائلته اتجه إلى رئيس البلدية يطلب منه سكنن لعائلته وشغلا يقيه العوز لكن لا احد استمع لتوسلاته لم يجد سكن لائقا ووجد نفسه يعمل أجيرا مع عمال البلدية الذين يقومون بكنس الطرقات ويتقاضى أجرته دقيقا وزيتا وظل صابرا إلى أن وجد نفسه في مساء من مساءات وجعه وحسرته على هذا الوطن الذي لم يمنحه شيء بين أنياب لغم كانت فرنسا قدر تركته مزروعا في كل جهات المدينة بذلك تمزقت أشلاء المجاهد محمد قطيب وهو في قمة حسرته وقنوطه تاركا عائلة المتكونة من ثلاثة أطفال وبنت لعوز الزمن وجوره.
هذه هي شخصيات الثلاث التي تناولها الباحث بوحميدة محمد بن عيسى في كتابة الموسوم
"رجال في ذاكرة النسيان" والذي يعتبر الكتاب الثاني له بعد ديوانه الشعري "مآسي وتأسي"
وبعد مناقشة الكاتب من الحضور حول كتابه وحول علاقة التاريخ بالتخيل وقدرته على أمتع القارئ من خلال كتاب سيري يرصد حقائق تاريخية لشخصيات من المنطقة.
وفي نهاية الأمسية كرمت جمعية صافية كتو الباحث بوحميدة محمد بن عيسى وهذا تشيجعا له ليستمر في البحث والتنقيب عن شخصيات أخرى يكون الزمن قد طواهم في نسيانه وتمنت له المزيد من النجاح.

نشر في الموقع بتاريخ : الجمعة 25 محرم 1432هـ الموافق لـ : 2010-12-31