26‏/9‏/2011

المشرية : محمد الأمين سعيدي يبحث عن "ماء لهذا القلق الرملي"





الكاتب: وسيلة بن بشي
الإثنين, 26 سبتمبر 2011

من بين التجارب الشعرية المهمة التي مرت على الصالون الدولي للكتاب الشاعر محمد الأمين سعيدي، الذي صادفناه في زاوية منشورات "فسيرا" بمناسبة صدور مجموعته الشعرية "ماء لهذا القلق الرملي". وهو الكتاب الثالث للشاعر بعد "أنا يا أنت" و"ضجيج في الجسد المنسي ".

البداية كانت صادمة عندما باشرنا الشاعر بالسؤال المستفز: "لقد ولى زمن الشعر، ما جدوى الشعر في هذا العالم المتهالك؟".

سعيدي كان هادئا جدا وهو يتلقف السؤال، فهو الضليع بمقامات الشعر وهواجسها، يقول مدافعا عن هذا الحق الشعري:"إذا نظرنا إلى زمن الشعر باعتباره زمنا بيولوجيا يرتبط بعصر ما، فهذا تقسيم تاريخاني لا علاقة له بالشعر. أما إذا نظرنا إليه باعتباره امتدادا في أقاصي الروح وانعكاسها على العالم متمثلا عدد المتلقين، فإنه زمن مستمر، لأن الضرورة الشعرية التي توجد في الإنسان بالفترة لن تتوقف باختلاف الظروف السوسيوثقافية. الشاعر العربي القديم كان معبّرا عن الأمة ومدافعا عنها ولسان حالها، أما الآن فقد انتقل من معناه الوظيفي إلى دوره الجمالي، وهذه هي غاية الشعر والفن على العموم".

ويعتقد سعيدي أن الشعر في الوقت الحاضر تحرر من كونه مجرد خطاب بوظيفة ليتحول إلى معناه الأصلي الجمالي، وهنا يأتي الحديث عن خطاب الشعرية في المدارس الحديثة التي تكرس له دراسات ودراسات. الشعر حسب سعيدي فصل يؤسس للجمالية ويبحث عن المغاير والمختلف.

للذين يريدون أن يكتشفوا هذا الشاعر الموهوب، هو من مدينة المشرية بولاية النعامة. له دراسات نقدية ومقالات أدبية منشورة في الصحف والمجلات.

استغل الشاعر الفرصة ليؤكد لـ"الجزائر" على جمالية رواية الحبيب السائحي الموسومة "زهوة"، من باب أنه ناقد يقول بأن هذا النص السردي ليس متاحا للجميع، لأن زمنه صوفي باطني، ليس لأي كان الحصول على تأشيرته والسفر فيه.

جدير بالذكر أن رواية "زهوة" سبق أن انتقدت في مقال بصحيفة "الجزائر"، ولهذا السبب استفزت الشاعر بالمناسبة للدفاع عن هذه التحفة الأدبية.