15‏/1‏/2012

المشرية / الفروسية تاريخ وأصالة



ألعاب الخيالة والبارود زينة الإحتفالات

عبر تاريخ منطقة المشرية لم يختف الكثير من العادات والتقاليد المتينة التي يتصف بها السكان بهذه المدينة العريقة الشامخة بالرغم من الحداثة والعصرنة وتأثيراتهما على المجتمع ॥فالكثير من الأهالي لا يزالون يحتفظون بأصالتهم خصوصا في اللباس التقليدي والطبخ الذي يعد العلامة الكاملة في تحضير الأطباق الشهية خاصة الشواء والكسكس بلحم الخرفان ...أما الميزة الشهيرة التي بقيت مع مرور السنين وهي ألعاب الفروسية أو ألعاب الخيالة الذين يتقنون بعروض متميزة بالخيول الأصيلة ॥سكان البلدة لا تخلو احتفالاتهم وأعراسهم وتظاهراتهم الثقافية التي ينظمونها سنويا في الكثير من الوعدات التي يتوافدون عليها من مختلف مناطق الوطن خصوصا من الغرب الجزائري على سبيل المثال من سعيدة ،تلمسان ،بلعباس ،تيارت ،ورقلة ...وهذه التظاهرة تعطى جملة من المزايا أهمها إلتئام شمل المواطنين من كل حدب وصوب وكذا تبادل المعارف والثقافات وتشجيع الفروسية على وجه خصوص وبغض النظر على ما تستقطبه من متفرجين التي تشد أنظارهم مما يغتنم الفرصة من خلالها الكثير من المصورين الهاوين صور تذكارية

وتجدر الإشارة بان الفروسية دائما حاضرة بقوة حين تحتضن المنطقة أي تظاهرة ثقافية أو مهرجانات حيث يستمتع الزوار بعروض ألعاب الخيالة التي تخللتها فروسية من نوع آخر في هذا الشأن عبر أحد السياح الفرنسيين قائلا "ألعاب الخيول متعة وفرجة بالجزائر "...و يندرج كل هذا في اطار الحفاظ على التراث اللامادي بالجنوب الجزائري ...

أما تاريخ الفروسية فيعد عريق عند العرب قاطبة منذ عصور خلت والخيل ملازمة للإنسان فهي أعز صديق وشريك في السلم والحرب. وصل الحصان لمنزلة غير عادية عند الإنسان على مر التاريخ وصلت إلى حد أن إتخذ الحصان له عند كثير من الشعوب القديمة علاقة حميمة وقوية يفسرها مدي المنفعة والخدمات التي قدمها هذا الكائن العظيم لبني البشر. واستمرت هذه العلاقة قوية إلا ان أتت الحضارة والآلات والمحركات البخارية ثم ثورة المواصلات التي قلصت من أهمية الخيل في حياة البشر, وألهتهم عن أعز صديق وأوفي رفيق فتنكر البشر كعادتهم لهذا المخلوق الرائع النبيل. أهملت الخيل إهمالا شديدا وصل أعلى درجاته عند الدول العربية والإسلامية في نهاية القرن الميلادي التاسع عشر وبداية القرن العشرين(.حسب مصادر) ولكن شاءت القدرة الإلهية ان يعود بعض المجد للخيل مع نهاية القرن الماضي إلى الآن من خلال الرياضة والترفية وأيضا أخذ الاهتمام بالخيل الشكل التجاري والذي يمثل الدافع الأكبر لكثير من المهتمين بشؤون الخيل في العالم وهذا سلاح ذو حدين في خدمة الخيل والفروسية ...

وركوب الخيل رياضة جسدية وروحية لا تعادلها أي رياضة أخرى بالنسبة للكثير من الناس كما هو الحال بالمشرية وكذا مناطق أخرى بالوطن .. تنشط الجسم وتقويه وتنعش الروح وتدخل البهجة في نفوس مزاوليها. ويكمن سرها في العلاقات الوطيدة بين مخلوقين هما أنبل وأرقى مخلوقات الله الإنسان والحصان كل من هذين المخلوقين له شخصية مستقلة وإرادة حرة وهنا يبدأ التعرف وجس النبض بين الاثنين والذي ينتهي إما بالثقة والحب والطاعة والتسليم من الحصان للفارس المتمكن العارف لأساليب التعامل مع الحصان أو ان يتمرد الحصان على الفارس بأشكال عدة تتراوح من عدم الاستجابة بدقة لأوامر الفارس ورغباته الى الحرن او الشراسة مع الفارس.

إن ركوب الحصان و تطويعه يدخل البهجة في نفوس الكثير لكون الإنسان مجبول على حب السيطرة والتحكم في الغير و تحكمه في هذا المخلوق النبيل الخارق القوة يرضي غروره. ...وركوب الخيل والفروسية بجميع أشكالها هي محصلة للكثير من الخبرات العملية والعلوم النظرية المتراكمة على مر التاريخ. وركوب الخيل ليس له قاعدة ثابتة ونظرية وحيدة فكل حصان له قدرات وميزات وإمكانات تختلف عن غيره وأيضا كل فارس ينطبق عليه نفس الكلام. ... .