17‏/5‏/2012

امام من النعامة يتعرض الى ضغوطات بسبب مشاركته في منتدى " الشروق " 

رفضنا الترشح لأن البرلمان تحول إلى"شبهة"


image
الصورة/ للشيخ عبد البر ...من النعامة
تحدث أئمة المساجد في منتدى الشروق لأول مرة عن مشاكلهم وواقعهم بصراحة منقطعة النظير، محذرين من انفجار وشيك لـ25 ألف إمام على المستوى الوطني، سيضطرون للخروج إلى الشارح للمطالبة بحقوقهم، في ظل الأجور الزهيدة وأزمة السكن، مما أعاق غالبية الأئمة عن أداء دورهم الإصلاحي في المجتمع، وأكد المتحدثون أن تأسيس نقابة وطنية بات أمرا محرما على الأئمة لأسباب غامضة، ليصبح الإمام في الجزائر عاجز عن إصلاح وضعه الاجتماعي فكيف له أن يصلح واقع الناس.

حذر الشيخ عبد البر بن قراع إمام مسجد سعد ابن أبي وقاص بولاية النعامة من خروج وشيك للأئمة إلى الشارع لأول مرة، للمطالبة بحقوقهم على غرار باقي الأسلاك التي عرفت زيادات مغرية في الأجور، مؤكدا أن الإمام في الجزائر ليس أقل شأنا من الأستاذ والمهندس والطبيب، خاصة وأنه يعاني أوضاعا اجتماعية مزرية، في ظل الأجر الزهيد الذي لا يتجاوز في غالبية الأحيان 30 ألف دينار شهريا، وهو لا يكفي حتى لتغطية مصاريف الأكل والشرب، مما اضطر العديد من الأئمة إلى مزاولة نشاط تجاري وثقافي آخر من أجل إعالة أسرهم وتعليم أبنائهم، وأضاف غالبية الأئمة على المستوى الوطني أنهم يعانون أزمة خانقة في السكن الوظيفي، حيث ترسلهم الوزارة للعمل في مساجد لا تحتوي على سكن، مما يضطر الإمام إلى استئجار شقة على حسابه الخاص، ومن لم يتمكنوا من ذلك فإنه يُخيّر بين المبيت في مقصورة المسجد والابتعاد عن زوجته وأولادهم أو الخضوع للجان المساجد والأعيان الذين يتولون مهمة استئجار بيت للإمام مقابل التحكم في صلاحياته.

أئمة 12 ولاية يتحدّون غلام الله بمشروع أول نقابة وطنية
قال الإمام عبد البر بن قرع رئيس نقابة الأئمة لولاية النعامة بالجنوب الغربي، والتي تضم أكثر من 200 إمام، أنه يقود مبادرة جادة لتأسيس نقابة وطنية قوية للدفاع عن حقوق الإمام الاجتماعية والمهنية وحمايته من تعسف الإدارة، رغم رفض وزارة الشؤون الدينية اعتماد العمل النقابي في صفوف موظفيها ، وقد تلقى عبد البر موافقة رسمية من الأئمة عبر 8 ولايات من الغرب والجنوب الغربي، وأجرى اتصالات بأئمة المدية وبومرداس والشرق من قسنطينة، وتبسة كما أبدى أئمة أربع ولايات أخرى شفهيا مساندتهم لإقامة نقابة وطنية كحق دستوري، ويقود عبد البر إمام المشرية، وهو أكبر مساجد ولاية النعامة نقابة محلية كأول نقابة أسست السنة الماضية في مارس2011 استنادا إلى القانون رقم 90 -14 الخاص بالنقابات، وتنشط تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الوظيفة العمومية، وقد لقيت صدى كبير في وقت انفجر فيه الأئمة سخطا على أوضاعهم، وقادوا حملة من الاحتجاجات والاعتصام أمام مقر الولاية، بسبب تزايد الضغوطات اليومية التي يتلقوها من كل الجهات دون أي حماية من الوصاية، رغم أن قانون الوظيفة العمومية لسنة 2006 ينص على حماية الموظف من الإهانة.
ويقول عبد البر إن الوزارة تفزع من العمل النقابي لأسباب غير معروفة، فكان لمجرد لفظ كلمة نقابة في مديرية الشؤون الدينية بالنعامة قبل تأسيس النقابة أن أحيل خمسة أئمة على مجلس التأديب مرة واحدة، إضافة إلى جملة من العقوبات والنقل التعسفي، ويضيف "سنناضل من أجل حق دستوري لتشكيل نقابة وطنية قوية".


اللجان الدينية عفنّت المساجد وقيّدت الأئمة
انتقد عبد البر بن قرع أداء اللجان الدينية ووصفها بأنها سبب المشاكل التي يعاني منها الإمام، وتؤثر سلبا على سمعة المسجد، وتمارس أبشع أنواع الضغوطات والإهانة وتشن حملات معادية على الإمام، وتتسبب في عقوبات تسلط ضده كالتوقيف، الطرد والنقل التعسفي وتقليب المصلين ضده، وأحدثت انشقاقات داخل المسجد بسبب التطرف وبعض المصالح التي لا يسايرهم فيها الإمام، ووصف أغلب اللجان بأنها ليست "نظيفة اليد"، وليست من النخبة بل مجرد رجال يملكون المال كوسيلة ضغط، لهذا السبب يطالب الأئمة بإعادة النظر في تشكيل اللجان المسجدية، وإلغائها نهائيا لإعادة الاستقرار إلى المسجد.


الداخلية الفرنسية أعدت تقريرا أسود عن مستوى الإمام الجزائري
أكد الإمام لحبيب حمو من مسجد عبد الله ابن مسعود بولاية مستغانم أن توظيف الأئمة في الخارج يتميز بمحاباة كبيرة "المعريفة" دون أدنى اعتبار للمستوى والتجربة، وإتقان اللغات الأجنبية، وهذا ما دفع وزارة الداخلية الفرنسية حسب المتحدث إلى إعداد تقرير أسود حول المستوى الهابط لمستوى الأئمة الجزائريين في فرنسا، والذين تم تعينهم "بالمعريفة"، وهذا ما ساهم في النقل السلبي لتعاليم الإسلام في العديد من البلدان الأجنبية، وتساءل المتحدث "كيف تبعث الوزارة إماما إلى فرنسا لا يتقن الفرنسية، وكيف تبعث إماما إلى أمريكا لا يتقن الإنجليزية"، وطالب لحبيب حمو بضرورة إعادة النظر في مقاييس تعيين الأئمة في الخارج، وذلك عن طريق امتحانات تحدد الأكفأ لتولي هذه المهمة بعيدا عن الجهوية والمحاباة.


"نقول للأحزاب ارفعوا أيديكم عن المساجد"
انتقد الإمام عبدالبر بن قرع الأحزاب الإسلامية التي تتحدث بلغة المسجد لكسب تعاطف الناخبين، مؤكدا أن تحزيب المساجد هو خط أحمر لا يجب تجاوزه في ظل ترشح العديد من الأئمة المتطوعين في التشريعيات الحالية بصفة "إمام"، وهو المخالف تماما للأعراف السياسية والدينية لأنهم لا يملكون شهادة إمام، وأضاف المتحدث أن غالبية الأئمة رفضوا فكرة الترشح للانتخابات رغم العروض المغرية التي تلقوها، لأن البرلمان في الجزائر تحوّل إلى "شبهة" في ظل المتابعات القضائية التي لحقت عشرات النواب في قضايا فساد، وقال إن توصيات وزارة الشؤون الدينية للأئمة بِحَث الناس على ضرورة الانتخاب تسببت في فتن وخلافات في الكثير من المساجد، خاصة في ظل النظرة السلبية للناس تجاه البرلمان، وهذا ما دفع بالعديد من خطباء المساجد إلى تجنب الخوض في كل ما له علاقة بالانتحابات التي لازالت تعرف جدلا كبيرا في الشارع، ولا يستحسن نقل هذا الجدل والخلاف إلى المساجد.


"من ينتقدون الخطاب المسجدي عليهم بإصلاح أنفسهم أولا"
وفيما يتعلق بالانتقاد الموجه في كثير من المناسبات للخطاب المسجدي الذي لم يتمكن حسب الكثيرين في تغيير الواقع السلبي للمجتمع، والحد من الانتشار الفطري للعيد من الظاهر السلبية، أكد الإمام لحبيب حمو أن المسجد وحده لا يمكن أن يكون المؤسسة الوحيدة لإصلاح المجتمع في ظل استقالة الأسرة والمدرسة والشارع من هذا الدور المهم، وأضاف "أن الذين يتهمون الخطاب المسجدي بعدم الواقعية عليهم بإصلاح أنفسهم أولا" لأن الطبقة السياسية في الجزائر تتميز بالوعود الكاذبة وخدمة المصالح الشخصية، فالمواطن الذي تخذله الإدارة وتتخلى عنه الأسرة وتطرده المدرسة لن يتأثر بالمسجد الذي يقصده ساعة في الأسبوع "الجمعة"، وبيّن المتحدث أن الخطاب المسجدي تحسن كثيرا مقارنة في السابق لأن معظم الأئمة الحاليين متحصلين على شهادات عليا، وحافظين لكتاب الله، على عكس ما كان في السابق، أين كان معظم أئمة المساجد متطوعين دون شهادات ولا مستوى.