12‏/11‏/2012

المخرج المسرحي علي طالبي ابن المشرية في حوار صريح:

 "سأقوم بإضافة بعض التعديلات في ملحمة "ضحية عيد ميلادي" وسنعرضها للجمهور بوجهها الحقيقي

كشف علي طالبي، مؤلف ومخرج ملحمة "ضحية عيد ميلادي"، أن العمل الملحمي الذي تم عرضه في الخامس جويلية المنصرم بولاية النعامة، ستمسه بعض التعديلات في جانبه التقني، بعد موافقة مدير الثقافة للولاية على المساهمة المالية، موضحا بأن العمل لولا محدودية الإمكانات لقُدم على أكمل وجه.

وعرّج صاحب العمل على الظروف الطارئة التي واجهته وأخّرت من تجمّع الممثلين في مكان واحد، ولكن عزيمة كل واحد منهم أبت إلا أن تكون حافزا للمضيّ بالعمل قدما.
ورأى طالبي أن استعانته بممثلين غير معروفين لم تشكل أي مخاطرة، ذلك أن من تم انتقاؤهم ليجسدوا مختلف الأدوار يتمتعون بطاقات وموهبة عالية، فقط لم يتوفر لهم حظ الظهور.
كما نوّه علي طالبي بردة فعل جمهور ولاية النعامة أثناء العرض الشرفي للملحمة وقال: "لم يكن في الحسبان!".
 س: شاركتم مؤخرا في الاحتفالات الممجدة لعيد الاستقلال بولاية النعامة بعرض ملحمي، حدّثنا عنه؟
ج: في مفتتح الحديث، أنا أعتبر مشاركتي ضمن احتفالية الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، مفخرة وشرفا لي، كما هي الحال بالنسبة لجميع الفنانين الجزائريين.
وملحمة "ضحية عيد ميلادي" هي عرض يروي قصة نضال شعب ضحى بالنفس والنفيس من أجل نيل الحرية، الهدف منها تعريف الجيل الصاعد بتاريخ وطنه، لذا فأنا أعتبرها بمثابة جسر للتواصل بين السلف والخلف، مركزة بذلك على أبرز رموز الثورة التحريرية على غرار العربي بن مهيدي...
س: كيف أن الملحمة جسر للتواصل؟
ج: أبيت في العمل 
              







الملحمي إلا أن أوظف شخصية الحكاواتي في الجانب الأدبي، وهذا الأخير معروف عنه سرد مختلف الوقائع؛ لذا فهو يمثل السلف. أما الخلف فهو الجمهور المتلقي الذي يجب عليه أن يعي الدرس ويحفظه، كما وظفت شخصية الشاعرة في الكوريغرافيا، حتى تنتقل عبر لوحاتها التاريخية وتترك للجمهور الحاضر عنان التخيل والاستمتاع.
س: سمعنا بأن العمل كان بمثابة تحدٍّ بالنسبة لكم، ما تعليقكم؟
ج: صحيح، ففي شهر ديسمبر المنصرم اتصل بي والي ولاية النعامة وطلب مني أن أحضّر عملا يليق بمستوى الذكرى، ولظروف طارئة حصل تأخر الجمع بين الممثلين الذين أُسندت لهم الأدوار حتى تاريخ 23 جوان، غير أن هذه الظروف لم تقف كحاجز أمام الممثلين عن مواصلة تدريباتهم وعملهم الدؤوب كل على حدى، بالإضافة إلى أن الإمكانات التي تم إنجاز العمل بها محدودة، غير أنه وبفضل الله تم تحقيق ما لم يكن في الحسبان.
استعنتم بممثلين غير معروفين، ألم تشكل هذه المخاطرة هاجسا لكم؟
ج: أين المشكل في الأمر؟ فالملحمة لم تتطلب سوى أن يكون الممثل كفءا وذا إمكانات، ومن ثم فإن الفرق بين ممثل معروف وآخر غير معروف يكمن في تسليط الأضواء، وأنا استعنت بممثلين من ولاية النعامة؛ لأنها تزخر فعلا بمواهب فذة لم تأخذ نصيبها في الظهور. أما اعتمادي على الشاعرة فايزة مليكشي والحكاواتي مسلم ماحي الصديق فلكونهما من أصحاب المهنة، ولا أحد يحسن تجسيد الدور المسند إليهما مثلهما.
س: معروف عن المخرج علي طالبي تجنبه الدم والعنف في أعماله، كيف تمكنت من إيصال رسالتك دون التعرض لما ذكر؟
ج: أكره العنف والدم في الأعمال التمثيلية ولا أحب الخوض فيها، ما يجعلني أفكر في طريقة تجعل الجمهور نفسه يعيش ويتخيل القطعة دون تجسيدها مرئيا، وفي الملحمة تحديدا اعتمدت على المزج بين اللوحات الفنية والموسيقى والشعر حتى تعطي روحا وحسا كبيرين.
س: وصلتنا أخبار مفادها أنك ستقوم بإضافة بعض الروتوشات على الملحمة، ما صحتها؟
ج: كما ذكرت آنفا فقد تم إنجاز العمل بإمكانات محدودة قدمها والي النعامة دون دعم من وزارة الثقافة أو الجهات المعنية، وبالتالي فإن "ضحية عيد ميلادي" لم تأخذ حقها بالكامل للخروج في المستوى الذي طمحنا أن تكون عليه، وبعد أن قمنا بالعرض الشرفي بدار الثقافة لذات الولاية أعطاني مدير الثقافة الموافقة للمساهمة ماديا في الجانب التقني للملحمة والذي كان ناقصا، فإن تكاتفت الجهود بين جميع الجهات الوصية فبإذن الله تأخذ الملحمة كل حقوقها ليراها الجمهور في حلتها الحقيقية.
س: متى ستشرعون في وضع أولى اللمسات؟
ج: نحن في انتظار جواب أحد "باليهات" المسارح الجهوية، التي من المزمع أن تشارك في العمل، وكذلك مساهمة الديوان الوطني لحقوق المؤلف، إلى جانب مدى مساهمة مدير دار الثقافة لولاية النعامة، فإذا ما توفرت كل هذه العوامل فسنشرع في العمل مع الدخول الاجتماعي المقبل، وسنقوم بأول عرض بعد التعديل في العاصمة .