احتضنت دار الثقافة أحمد شامي بولاية النعامة فعاليات الملتقى
الرابع للكتاب المحليين، هذا اللقاء الذي كان من تنظيم المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية وتحت إشراف
وزارة الثقافة والفنون حيث تمحورت أشغاله حول مدى تأثير عنوان الكتاب على الجانب
التسويقي له، حضره كتاب الولاية وبعض الضيوف من الولايات المجاورة.
حيث دام الملتقى الولائي المحلي يومين، و خصصت جلساته إلى متابعة مداخلات في
الموضوع أخذت فيها حصة الأسد تعقيبات و مناقشات حول العنوان و علاقته بالكتاب و
مدى تأثيره على ترويج الكتاب .
هذا وترأس جلسة اليوم الأول الأستاذ الدكتور بلية بغداد، وتم تقديم
ثلاثة مداخلات تمحورت حول أهمية العنوان في النص الأدبي قدمها الكاتب و المترجم
بوداوود عمير، والثانية حول أهمية تصميم غلاف الكتاب واختيار العنوان قدمها الكاتب
الشاعر محمد ڨمومية أما المداخلة الثالثة فكانت حول عنوان الكتاب و أهميته
الترويجية من تقديم الكاتب الأستاذ رڨيڨ ميلود.
أما
اليوم الثاني فقد تناول فيها الكتاب تسويق
الكتابة الإبداعية الواقع و الآمال حيث قدم الكاتب محمد معروف سليمان تجربته مع
دار ومضة للنشر، كما تحدث ممثل الديوان الوطني لحقوق المؤلف عن دور و مهام الديوان
الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة .
هذا وكانت مجمل المناقشات حسب رأي الكاتب الأستاذ
معروف محمد سليمان الذي تحدث عن تناول العنوان بشكل رئيسي، و عدم اعتبار العنوان
مجرد زائدة لغوية كونه يعتبر بمثابة المفتاح النوعي للولوج إلى النص باعتباره يؤدي
و ظائف عدة منها الوظيفة الإظهارية و التحديدية و الوصفية و الأغرائية الإثارية .
الكاتب محمد معروف سليمان أشار أيضا الى دور بعض
دور النشر و تعويلها على العناوين الإستفزازية الإغرائية دون العناوين العادية و
الجادة، وتظلم بعض الكتاب من الممارسات المشينة كالنصب و الإحتيال، و إخلاف العهود
و المواعيد .
كما أشار ذات المتحدث الى تدني المقروئية بشكل
مخيف و الإدبار عن قراءة الكتاب الورقي في الأوساط الشعبية و خصوصا لدى طلاب
المؤسسات التربوية، المعاهد والجامعات تحت تأثير عوامل عديدة اعتبر كعامل محدد
لرواج الكتاب و تعطيل ديناميكية صناعة الكتاب .
أما اهم نقطة تحدث عنها الكاتب محمد سليمان هو التحفظ
من طرف البعض على إعتبار الكتاب سلعة كباقي السلع، و ضرورة النظر إليه كحاجة
معنوية أساسية و ضرورة تدخل الدولة لدعم الكاتب المنتج و ضبط سعر الكتاب.
في الأخير أكد الكاتب محمد سليمان على أن اللقاء
الذي كان نابضا بالحياة و مقرونا بمعرض لكتب كتاب الولاية و بيع البعض منها مع
التوقيع مشيرا الى أهمية الكتاب والمقروئية و الثقافة بصفة عامة باعتبار أن "
الكتاب " ركن لا يتجزأ من عموم التنمية الشاملة ، مبديا أسفه من إنحسار مساحة
القراءة في المجتمع ، ومؤكدا مرة أخرى على
ضرورة إحياء نشاط المكتبات و دور و نوادي الثقافة والمسرح خدمة للمجتمع و تهذيبا
للسلوكات و حفاظا على أبنائنا من الإنحرافات ...
وبالرجوع الى النقائص المسجلة اكد الكاتب محمد سليمان بأن اللقاء الذي
لم يخل من بعض النقائص هنا و هناك كاختتامه من غير قراءة للتوصيات و التي تبقى جد
ضرورية بهدف التحسين و التطوير، وعلى العموم كان مفيدا و محفزا .
النعامة:
ابراهيم سلامي
