17‏/11‏/2010

بهدف الإبقاء على الإرث العمراني و الحضاري... ترميم و صيانة منشآت أثرية و دينية وسياحية قديمة بولاية النعامة

حظيت العديد من البنايات الأثرية والثقافية والدينية بولاية النعامة، والتي تؤرّخ لأوجه العمارة التقليدية لحقب تاريخية قديمة، بعمليات ترميم في إطار برامج لحمايتها وصيانتها استفادت منها الولاية خلال الفترة ما بين 2003 و2010 بغلاف يتجاوز 112 مليون دج.

وتتعلق مشاريع الترميم هذه بتأهيل المساجد والمدارس القرآنية ودروب وأزقّة القصور وساحاتها حتى تستعيد دورها وتساعد في بعث السياحة الأثرية والعمرانية. وحسب تصريح عمر مانع مدير الثقافة بالولاية النعامة، فإن هاته البرامج أعطت نتائج مشجّعة في مجال حماية الإرث العمراني والحضاري بالنسبة للبنايات التاريخية المتميزة بطابعها الهندسي والتقليدي الأصيل والتي تتمركز بمناطق عدة، منها القصور العتيقة بـ «تيوت»، «عسلة»، «صفيصيفة» و«مغرار» بجنوب الولاية، والتي لا يزال البعض منها آهلة بالسكان إلى حدّ الآن رغم أن أجزاء كبيرة منها تدهورت وتآكلت بفعل عوامل الطبيعة ويد الإنسان. وخلال الفترة المشار إليها، حظيت العديد من المناطق الأثرية بولاية النعامة بعدة أشغال للترميم لحماية هذه الأماكن ذات الأهمية السياحية لما تمثله من أثر تاريخي ودلالات في الذاكرة الشعبية، على غرار متحف وقلعة وزاوية الشيخ بوعمامة ودار الشخصية التاريخية «إيزابيل إبرهارت»" والقصور العتيقة والمقابر القديمة. وفي الوقت ذاته، لا تزال العديد من البنايات الأثرية الأخرى بحاجة ماسّة إلى تصنيفها وصيانة أشكالها المعمارية والهندسية وتهيئتها على شكل مرافق فندقية وسط الديكور الخلاب لمواقعها الجمالية لاستقطاب السياح، حسب مسؤولي القطاع. ومن ضمن هذه المواقع التي تمّ تأهيلها مؤخرا قصر «صفيصيفة» الذي أُسّس في القرن السادس عشر ويتميز بهندسة رائعة تتكوّن من أسوار وأبراج وقاعة فسيحة للصلاة، إلى جانب مرافق ملحقة كالدكاكين والمحلات ورحبة السوق التي احتضنت التبادلات التجارية ونشاط المقايضة مع قبائل «توات» الوافدة إلى المنطقة لاستبدال التمور بالصوف والجلود والرمان وغيرها. واستهدفت أشغال الترميم في الفترة نفسها كذلك التكفل بتهيئة العديد من الأحياء القديمة عبر مدينتي «المشرية» و«عين الصفراء» وعبر قرى الواحات وجبال القصور بالولاية، والتي شملت أزيد من 3000 قطعة ومنزل وبناية قديمة، حيث أوكلت مهمّة تجسيد هذا البرنامج لمديرية التعمير والبناء. وقد أولت السلطات المحلية اهتماما كبيرا للاعتناء بهذا المشكل الذي يمس الأجزاء القديمة من النسيج العمراني، ومنها البنايات ذات الأسقف القرميدية والمغطّاة بالصفائح بأحياء عتيقة تعود إلى الحقبة الاستعمارية كأحياء «بودو» و«بلخادم» و«وسط المدينة» و«الحرية» بـ «المشرية» ومنطقة «زاوية سيدي بودخيل» التي تضم القصر القديم وأحياء «المويلح» و«بومريفق» و«بن دومة» و«عين أرشاق» وغيرها بـ «عين الصفراء». ومن جانب آخر، تتواصل خطى إعادة الاعتبار للأحياء من حيث ربطها بمختلف الشبكات، حيث استفادت بعض التجزئات العقارية من الكهرباء وغيرها. وفي هذا الإطار، رصد غلاف يتجاوز 2 مليار دج مخصّص للنهوض بترقية الأحياء القديمة وتحسين الإطار المبني عبر مختلف بلديات الولاية في سياق برنامج مسجل لإنجاز أزيد من 44 مشروعا ، حيث سجلت عمليات جديدة للتهيئة الحضرية وربط كافة التجزئات العقارية والتعاونيات وتوصيلها بشبكات الماء والكهرباء والإنارة والصرف الصحي وغاز المدينة.

جريدة الأجواء/ ابراهيم