17‏/11‏/2010

النعامة: واحة ‘فوناسة’ بجنين بورزق تستنجد…


فوناسةلغويا؛ اسم بربري تمت صياغته على طريقة النحت اللغوي العربي، و فيه تعبير عن التجانس العرقي و اللغوي في الجزائر العميقة. فهي من البربريةتافواست’، أي ‘البقرة’، ربما و لا شك، لأن في المنطقة صخرة منقوشة رسمت عليها صورة بقرة أو عجل .. (و هي دعوة لعلماء الآثار لاكتشاف كنوز كثيرة من هذا النوع في المنطقة)

فوناسة’ جغرافيا؛ هي واحة رائعة الجمال، حيث خرير المياه و الأشجار المثمرة من (خوخ، و رمان، و تين، و عنب، و مشمش، ونخيل ..إلخ). واحة تتوسط اثنين من أهم جبال المنطقة التي أحدثت عجبا أيام ثورة التحرير الكبرى، هما: ‘جبل مزي’ و ‘مير

فوناسةتاريخيا أيضا؛ هي عين جارية سَدَّ ينابيعها قوم رُحَّل يُسَمَّون ‘بني عامر’ في مرحلة الصراعات القبلية على الأرض و ما حوت من ماء و كلأ. و هي عين جرى ماؤها قبل ذلك على ما يزيد عن ثماني كيلومترات وصولا إلى منطقةضَيات’ أو ‘المعذر’ كما يسميه سكانجنين بورزق’ اليوم. لم يَغُر الماء بالرغم مما قام به ‘بنو عامر’ بل ظلتفوناسة’ سخية تسُد حاجات الساكنة بما يقتاتون عليه من منتجات زراعية مختلفة الثمار ردحا طويلا من الزمن.. إلى أن تمَّ ترحيل سكانها خوفا على أمنهم الشخصي في تسعينيات القرن المنصرم، فلم تعد تسمع سوى صوت نقع الضفادع أو أصوات ابن آوى.

أما ‘فوناسة’ اليوم فلم يبقى فيها سوى الأطلال، أطلال تذكر الأحياء من أهلها الذين عمَّروا المكان مرتبط بالتراب و الأرض فأصبحوا في خبر كان. ‘فوناسة’ اليوم في خطرين: أحدهما بيئي ممثلا في الإتلاف الحاصل بفعل فيضان الوادي، أما الثاني فيتمثل في الاعتداءات البشرية و المواشي غير المحروسة التي تكاد تأتي على جذوع الشجر بعد أن أتت على أوراقه اللهم إلا ما نجى بفعل اللطف و العناية الإلهية.

بينما واحة ‘فوناسة’ الوعد؛ فهي المرجوة من وعود السلطات الولائية (حسب ما نشر في الجرائد الوطنية أياما بعد فيضانات الخريف المنصرم التي قطَّعَت أوصال الطريق الوطني رقم "06") التي خصصت آنذاك غلافا ماليا معتبرا لفتح طريق ثانوي يربط ‘عين الصفراء’ بـجنين بورزق’ على مسافة ما يربو عن الأربعين كيلو متر أو يزيد، و هو مشروع استبشر له سكان المنطقة لما فيه من تحقيق لآمالهم المرتبطة بالتنمية المحلية خصوصا.

فوناسةالمؤمل؛ هي ما يريده مواطنوا أكثر البلديات بعدا على مركز الولاية (النعامة). و ما يريدونه فعلا أن يتم تخصيص ميزانية لإعادة تأهيل الواحة فلاحيا و من ثَمَّ إعادة تعميرها بإنشاء قرية سياحية. و هو أمر يتوقف في نظر ساكنة المنطقة فقط و فقط على وفاء السلطات بوعدها المتمثل في الإسراع بإنجاز ‘طريق فوناسة’، و الذي حسب علمنا أنه جاهز على مستوى عالم الأوراق و التخطيط الهندسي. هذا الطريق الذي سيفك العزلة ليس على بلديةجنين بورزق’ فحسب و إنما على سكان الجنوب الغربي الجزائري الذين تحاصرهم الفيضانات كل مرة بقطع أوصال الطريق الوطني رقم "06"، كما أن فيه اختصار للوقت و الجهد بالنسبة لنقل البضائع و تنقل الأفراد من الشمال إلى الجنوب و العكس.. فهل من مجيب لاستغاثة الواحة المنسية؟

عن جريدة البلاغ/ سلامي