أمّا النصيحة الثانية فهي أن تجعلَ الزوجةُ زوجَها يشعُرُ بسهولةِ الأيّامِ بينَ يديهِ في الوقتِ الذي تسعى فيه إلى دفعِه إلى متاهات الحياة الزوجية المُظلمةِ مثل التدايُنِ وتعوّد الاستهلاك التظاهريّ، وعدمِ البوحِ للآخرين بمشاكله. هذا مع الحرصِ على إيهامِه بتوفيرِ جميعِ طلباتِه حتى تلك التي تكون أثناءَها الزوجةُ تَعُدُّ نجومَ الليلِ، دون الدّخولِ معه في مناقشات بيزنطيّةٍ لا تنتهي أبدًا، بل على الزوجةِ أن تحترمَ الوقتَ البيولوجيَّ لزوجِها فلا تُجادِلُه لحظةَ توجُّهِهِ إلى العمل بل تبتسمُ له ابتسامةً شفيفةً خفيفةً على أن تؤجِّلَ خصوماتِها معه إلى لحظةِ عودتِه إلى البيتِ مُنْهَكًا من العملِ، حيث لا يقدِرُ على فتحِ فمِه ليقولَ ما يمكنُ أن يقولَ وفقَ ما تُبيحُ له القوانينُ الجديدةُ من هامشِ مناورةٍ كلاميّةٍ.
وتفصيلُ ثالِثِ النصائحِ هي أن تكون الزوجةُ قادرةً على إظهارِ مشاعرِ الحُبِّ لزوجها، ولو بكلماتٍ باردةٍ مع إخفاءِ ما يعتملُ في قلبِها من حِقْدٍ عليهِ تبلغ حرارتُه حرارةَ الرِّغبةِ في الزجِّ به في الجحيمِ. وحتى تكون مؤسّسةُ الزواجِ قادرةً على مزيدِ الإنتاجِ والإنتاجيّةِ العاطفيّةِ، فإنّ الزوجةَ مُطالبةٌ باستثمارِ كلّ ممتلكاتِها القلبيّةِ في بنوكِ زوجها العاطفيّةِ حتى يستمرَّ التواصُلُ والتفاهمُ بينهما فيعيشُ هو على الحُلْمِ بالحُبِّ وتحيا هي على تبذيرِه دون مراقبةٍ من البنك الدوليِّ.
جريدة صوت الغرب/سلامي