12‏/2‏/2011

النعامة : تدني أسعار الماشية وإرتفاع ثمن اللحوم


تعرف أسعار الماشية هذه الأيام بمختلف أسواق ولاية النعامة انخفاضا جد ملحوظ وصل حتى عرض الشاة ب 6500 دج فقط .. مما ادخل الشك في نفوس الموالين الذين يعيشون قلقا شديدا تضاعف مع التدهور الفظيع الذي تشهده المناطق الرعوية بفعل الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال هذا الموسم مما أدى إلى هلاك العديد من القطعان بعدما عجز مالكوها من مدها بالأعلاف المطلوبة والتي تعدت مستويات قياسية حيث وصلت أسعار الأعلاف في بعض الأسواق الموازية والتي تحتكر هذه المادة الأساسية إلى 3250 دج للقنطار رغم الدعم الذي توفره الدولة للتموين بالشعير الذي يبقى يغطي 60 بالمائة فقط من مجموع رؤوس الماشية هذا وتشير جميع التقارير بما فيها تأكيدات العارفين بخبايا القطاع من الموالين وممتهني حرفة تسمين الماشية بان ثلث مساحة ولاية النعامة أقبرتها الرمال فيما أصبحت 80 بالمائة من الأراضي الرعوية غير مؤهلة لتربية الماشية في وقت فشلت اغلب برامج التصدي للمد الرملي بفعل الرعي الجائر الذي امتد حتى إلى المساحات الغابية سيما ببلدية القصدير ومدخل بلدية مكمن بن عمار أين لاحظنا قطعان من الأغنام و الأبقار تلتهم الشجيرات حديثة الغراسة أمام مرأى ومسمع الجميع بما فيها محافظة الغابات التي تحرص كثيرا على الارقام دون الميدان .. فيما يبرر الموالون هذا الخرق العلني إلى الالتهاب الحاد في الأسعار وتضاعف تكاليف التسمين من قبيل التهاب أسعار أدوية تلقيح الماشية .كما أن ظاهرة الحرث العشوائي للأراضي الرعوية المنتجة بحجة الاستصلاح الفلاحي ساهمت في تحديد المساحات الرعوية مما جعل بعض الموالين يهددون بالتخلي عن هذه المهنة والانضمام قصرا إلى الشبكة الاجتماعية لذا فهم يرفعون نداء استغاثة إلى المسؤولين لإدخال إصلاحات واسعة على القطاع وتشجيع الموالين لمضاعفة الإنتاج وحماية هذه الثروة المهمة من الزوال وقطع الطريق على السماسرة والمهربين هذا وأشاروا إلى ضالة حصص الدعم من مادة الشعير التي خصصت للولاية .وحسب احد كبار موالي النعامة فان أكثر من 30بالمائة من موالين خفضوا رؤوس الماشية وفضلوا عرضها للبيع لأصحاب محلات الجزارة بأسعار زهيدة لتغطية المتطلبات المتزايدة للقطيع من الأعلاف وأدوية التلقيح التي أضحت نادرة في الآونة الأخيرة في الأسواق المحلية حسب عديد الموالين الذين حاورناهم في السوق الأسبوعي بمدينة المشرية هذه الندرة كانت سببا في حرمان بعضهم سيما الرحل من التموين بمادة الشعير المدعم من قبل الدولة والمخصص لهم بمبلغ يصل إلى 1550 د.ج للقنطار الواحد على اعتبار أن ملف الاستفادة يضم بطاقة الموال وشهادة التلقيح الإجبارية .ومن المفارقات هو انه رغم انخفاض أسعار الماشية إلا أن أسعار اللحوم ازدادت التهابا وهي معادلة ذات اكثر من مجهول لايحسن ترتيبهاو حلها إلا أصحاب مهنة التسمين والربح السريع .حيث بلغ سعر الواحد كيلوغرام من اللحم نحو 750 د.ج في أسواق بن عمار البيوض وبقية البلديات الواقعة جنوبا .هذه الموازنة تؤكد الوضعية الكارثية التي آلت إليها تربية الماشية التي تبقى في وضع حرج ومعها تبقى أكثر من مليون و 200 ألف رأس من الماشية بالنعامة مهددة بالانقراض ما لم تتخذ إجراءات مشجعة لإنقاذ هذه الثروة الثمينة والتي تبقى محل أطماع دول الجوار وغيرها لما تتميز به لحوم أغنام النعامة من جودة عالية ومذاق لا يضاهى ومما يجدر الإشارة إليه هو النزوح الريفي الذي طوق مدينة المشرية حيث نصب بعض الموالين من البدو الرحل خيمهم على شكل محتشدات بمداخل المدينة بعدما طردهم الجفاف والعوز ورغم محاولات السلطات المحلية لإبعادهم عن مدخل المدينة إلا أنهم تشبثوا بهذه المنطقة رغم خطورتها لكونها غير بعيدة من الطريق الوطني رقم 06وتحاصرها خط السكة الحديد حيث تسببت الكلاب والحيوانات الضالة الوافدة من هذه المنطقة في عدة حوادث مرورية إلى جانب رعيهم على حافة الطريق رغم الخطورة التي قد تطال هؤلاء الرعاة والسواق معا.. وعن تمدرس أبناء هذه الفئة فاغلب المتمدرسين حسب حديث بعضهم معنا يزاولون دراستهم بالداخلية الابتدائية الإخوة شعبان بالمشرية .وفي هذا الشأن طالبت العديد من الجمعيات بمدينة المشرية من المسؤولين المحليين إيجاد حلا للوضعية التي تعيشها هذه العائلات بتمكينها من الاستفادة من بناءات ريفية تحسن وضعيتهم وتمنح المدينة وجها لائقا بها فيما حسب المعلومات التي تحصلنا عليها فان اغلبهم غير مقيم بالولاية ويحوزون على سكنات ريفية بالولاية المجاورة البيض وفيهم من دفعته الحاجة والعوز لنصب خيمته بالقرب من المدخل الجنوبي للمشرية حتى يتسنى له البحث عن عمل يسترزق منه وبالمرة تمكين أبنائه من الدراسة فيما تحاول فئة أخرى الاصطياد في المياه العكرة للاستفادة المزدوجة من السكن الريفي