12‏/2‏/2011

قر اءة في نص "ناس مشرية" لبوزيان بن عاشور بجامعة وهران


عندما يتحول الحب الى عذاب وعار..

.
إحتضن قسم الفنون الدرامية لجامعة وهران الأربعاء الماضي قراءة لنص »ناس مشرية« لبوزيان بن عاشور بحضور الطلبة ومجموعة من الأساتذة والمختصين من أهل الميدان ومن بينهم الأستاذ أميمون بن براهيم رئيس القسم الذي نظم هذا الفضاء الى جانب منصوري لخضر والأستاذ عزوز وبلكروي عبد القادر وغيرهم حيث كان من المفروض أن يقرأ النص بن عاشور إلا أن المفاجأة كانت له عندما إقترح عليه رئيس القسم أن يقوم بذلك طالبان منالمعهد لأداء هذه المهمة حسب الشخصين التي تدور حولهما المسرحية فنص "ناس مشرية" سينجز على الخشبة قريبا من قبل مسرح تيزي وزو ومن إخراج لخضر منصوري وهو يدور حول شخصيتين رئيسيتين وهما "مشرية" البطلة و"مدين" العاشق الذي عاد من السفر بعد غياب دام عشر سنوات ويكون اللقاء عند محطة القطار عند شجرة وطفل في مهد متنقل وفور لقائهم تتعرف عليه وعلى ملامحه ويدور بينهما نقاش طويل حيث يسألها عن زوجها فتقول بأنه إمام وكان كرديا وحفارا للحسيان وقد تركني لوحدي هنا مع مشاكل الحياة ويحاول أن يستفسر في كل مرة عن حال زوجها حتى تتعجب من كلامه وتتضايق منه لأنها تركها وهي في أمس الحاجة إليه عندما كانا على وشك الزواج إلا أنه تركها مع العار والفضيحة فيجيبها أن السبب كان أقوى لأن والديه قد تطلقا فقرر الرحيل والهرب ويسألها عن الطفل إن كان ذكرا أو أنثى وما مصيره فتجيبه بأنها باعته أو ربما تصدقت به لأحدهم وفي الحوار كان دائم السؤال عن ذلك الطفل الموجود أمامها والذي لا يتحرك ولا يحدث أي ضجة وتتركه بدون إجابة ليسألها مرات ومرات عن زوجها الأمام ولماذا تركها ثم تخطر بباله بأنها أصبحت "بائعة للهوى" ربما بسبب ظروفها إلا أنها تتهمه إن وقع ذلك فأكيد بسبب غلطته، ويستمر النقاش ليحاول أن يصلح غلطه ويذهب الى عائلتها من أجل ذلك فتخبره بأنهم في المقبرة بجانب والديه الذين ماتوا جميعا ليخبرها فيما بعد عندما يعطيها "إسوارة ذهب" فتتعرف عليها ليقول لها بأنه إلتقى بزوجها وكلفه بأن يقدم لها هذه الأمانة ليختتم المشهد بأن يحمل الطفل فيجده مجرد دمية وفقط. بعد قراءة النص "ناس مشرية" فتح النقاش بين الكاتب المسرحي بوزيان بن عاشور وبين الأساتذة الحاضرين والطلبة حول العديد من الأفكار المطروحة ومنها "عنوان المسرحية" الذي لا يعكس مضمون القصة فرد على أنه يدخل من باب الترويج للعمل وأن إسم "مشرية" غير متداول في بعض المناطق والكل ربما يعتقد بأنه إسم المدينة وليس إسم فتاة كما أكد أن العمل يدخل في باب الكتابة العبثية وأنه إشتغل كثيرا على اللغة وعلى الصور المتجانسة ذات الأبعاد الرمزية والفلسفية للحياة والكل يصب حول قصة غرامية بين شاب وشابة وسعد كثيرا أنها حملت عدة قراءات حسب الحضور الذين ناقشوا محتوى المسرحية.من جهة ثانية أضاف لخضر منصوري مخرج العمل أن المسرحية تضم جانبا آخر إخراجيا لم يقدم في القراءة ومشاهد كثيرة تحمل الصور الكوليغرافية والموسيقى وتنتهي بأغنية والعمل لا يزال في مرحلة الخشبة سيعطي الفكرة الأساسية التي عالجها بوزيان بن عاشور.أما الأستاذ أميمون بن براهيم رئيس قسم الفنون الدرامية فلقد أكد بأنه فكر في فتح فضاء ثقافي الى جانب النظري للطلبة حتى يكون هناك إحتكاك مع المؤلفين والمبدعين في الكتابة المسرحية ويفتح النقاش لتزداد المعرفة العامة للجميع.وتبقى مسرحية "ناس مشرية" تحمل في طياتها موضوعا إجتماعيا يعاني منه البعض وربما رموزها تنعكس عن حالة المجتمع ككل والذي يعيش التعفن في داخله.