22‏/3‏/2012

اللحاف ...عند المرأة ..و الجلابة ..عن الرجال بالنعامة


الحايك....او اللحاف...الذي كانت ترتديه المرأة الجزائرية في الماضي الجميل اندثر ولم نعد نراه . برغم أنه لم يختف من رفوف المتاجر وبقي إلى الآن قطعة مهمة وأساسية تكرس معنى العادات والتقاليد بالنعامة. حيث كانت المرأة تستر به جسدها من قمة الرأس إلى الكعبين ، لا يرى منهن إلا تلك الفتحة الصغيرة المعروفة بالعوينة.



أشهره أنواع الحايك هو حايك المَرَمَّى العاصمي وحايك العشعاشي التلمساني في الغرب الجزائري . وهو قطعة قماش واحدة بيضاء ناصعة من الحرير و الصوف أو الكتان ، تستر المراة من الأعلى إلى الأسفل وقد تغطي وجهها بنقاب خفيف . برغم أن الحايك لا يبدي محاسن المرأة التي بداخله إلا أنهن كن يتفنن في اظهارها بمشية خاصة جعلت الكثير من الزجالين والشعراء يتغنون بمحاسنه .


كما لا ننسى أن الفدائيون استعملوه في حرب التحرير ومعركة الجزائر للتخفي والافلات من المراقبة والقيام بعمليات في قلب المدن.


أما الان فنأتي الى الجلابة الرجالية:



تمثل ''الجلابة'' وهي لباس تقليدي شهير في الجزائر مصنوع من الوبر والصوف، قيمة عالية في منظور عدد كبير من أبناء الريف الجزائري الذين يفضلون ارتدائه ويتفاخرون به، تبعا لجمالية وفعالية القشابة التي يتسلح بها السكان المحليون لمقاومة البرد القارص، خصوصا في الهضاب العليا و المناطق السهبية التي تنزل بها درجة الحرارة في فصل الشتاء إلى ما دون الصفر.


صمد هذا اللباس التقليدي أمام تغير العادات و الألبسة بالمجتمع الجزائري، واحتفظت القشابية بمكانتها وسط مختلف الفئات الاجتماعية، فارضة نفسها كبديل لمختلف أنواع البذلات الشتوية المعروضة في السوق المحلية، ولا يقتصر ارتداء القشابة على فئة أو منطقة معينة بحيث أصبحت تستهوي عددا متزايدا من الأشخاص، ولامست شعبيتها سكان المناطق الحضرية بعدما كانت تقتصر في الماضي على الأرياف حيث توارثتها المداشر والقرى جيلا عن جيل.


ولا يجد الأعيان وكبار الموظفين وكذا مدراء مؤسسات لها وزنها، أي حرج من ارتداء ''القشابة'' بل بالعكس يعتبرونها علامة خاصة ترمز لأصالة انتماءهم الاجتماعي وتميزهم عن بقية السكان الآخرين خاصة عندما يتعلق الأمر بأحسن منتوج يباع في السوق.

طريقة نسج القشابية

تنسج القشابية بطريقة يدوية بحتة فبعد الغسل الجيد وإزالة جميع الشوائب والأتربة العالقة بالمادة الأولية وبعــد تجفيفها، توجه للخلط بالوسائل التقليدية (الثنثار - المشط) كي تتجانس ألوان المادة الأولية، وفي مرحلة متقدمة تبدأ أولـى خطوات الغزل حيث يتم ''بشم '' الصوف أو الوبر يدويا أي خلطه بواسطة آلة يدوية مكونة من جزئين تدعى القرداش، يتم تقطيع الصوف أو الوبر إلى أجزاء قابلة للفتــل و من ثم تشكل هذه الأجزاء في شكل خيوط رفيعة أو متوسطة السمك حسب المنتج المراد نسجه، وذلك بواسطة آلة يدوية تدعى المغزل الذي يقوم من خلاله بفتل الخيوط من خلال الحركة الدائرية للمغزل، وتحدد كمية المادة الأولية اللازمة للإنتاج من خلال تقدير الناسج




القرداش و المغزل


وبعد تحضير هذه الكمية تنطلق عملية إعداد آلة النسيج والمكونة من عدة أجزاء، ويتم إعداد آلة النسيج بطريقة جماعية (ثلاثة أشخاص) شخصان يجلسان مقابل الوتدين والآخر يمرر لهما الخيط الخاص بالنسيج بشكل أفقي ذهابا وإيابا بين الوتدين المثبتان جيدا في الأرض




شكل المنسج

وفي نفس الوقت يقوم أحد الجالسين قرب الوتدين بنسج ما يسمى بالنيرة والتي تلعب دورا هاما في تسهيل النسيج، وضمان عدم تداخل الخيوط والترتيب الدقيق للخيوط العمودية في آلة النسيج اليدوي (المنسج) وبعد انتهاء هذه المرحلة تحمل الجملــة بأكملها على أعمدة وتثبت فيما يسمى بالمنســـج، ويتم إعداد آلة النسيج أو كما يسمى (المنسج) بطريقة يدوية وجماعية يساهم فيها نفر من الناس وتحتوي هذه الآلة على 06 أعمدة خشبية إثنان مثبتان بشكل أفقي على الجدار، ومن ثم يتم تثبيت الجملــة سالفة الذكر والمعدة من خلال النسج الاولي لخيوط (القيام) يتم تثبيتها على العمودين الأفقيين، فتصبح آلة النسيج أو المنسج جاهزا

تركيب المنسج

و بعد نسج الخيوط الصوفية أو الوبرية و التي تعطينا قطعة قماش ننتقل لمرحلة التفصيل ثم الخياطة و الطرز





البرنوس يختلف عن القشابية في الشكل فقط