1‏/8‏/2013

الزوايا السماحية•• بين تراث الأجداد ومعطيات الواقع


 
 
الدراسة الوصفية  لبعض الزوايا من خلال ثلاث نماذج أساسية وهي أولا - زاوية سيدي أحمد المجدوب وهي زاوية تقوم بتدريس التعليم القرآني وإطعام وإيواء ابن السبيل إلا أن الفترة التي تشهد فيه انتعاشاً هو مناسبة (الوعدة) - معروف سيدي أحمد المجدوب في عسلة ولاية النعامة حالياً - في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر·

أهل عسلة: هؤلاء يعود سبب تجمعهم إلى سيدي أحمد المجدوب الذي ولد بعد سقوط غرناطة في898 هـ (2941 - 3941 م) توفي سنة 879 هـ (1751 -1572 م) في عسلة، وقد أمضى طفولته وتلقى تربيته عند أخواله أشراف ''لوداغير '' في فجيج، كان يُحسن التحدث باللهجة الشلحية (الأمازيغية) التي هي جزء من تنشئته، ولما استقر في عسلة وجد بعض الطوائف التي جاءت من أماكن مختلفة من أصول عربية، فعلمها التحدث بالشلحية، وهذه الطوائف هي:

طائفة أولاد بوداود: وتنتمي إلى الولي الصالح سيدي الحاج م/ بوداود الإدريسي، والذي ينسبه مشايخ أولاد سيدي أحمد المجدوب إلى أدارسة لوداغير، الذين جاؤوا من الساقية الحمراء ووادي الذهب، وقد ترك فيها أملاكاً دون إرث، و لما كان في طريقه إلى الحج استقر بعسلة، فتفاجأ بنحر ناقته، الحجر الذي توجد عليه آثار الدم دليل على ذلك·· فدعى عليهم، توفي بعسلة وله ضريح وقبة في أسفل الوادي· ومن أحلافهم: أولاد سعيد - أولاد مسعود (منهم عائلة منصوري)، الأغلبية منهم تقطن عين الصفراء منذ 8191 م ··

طائفة أولاد بن ساسي: وهم من ذرية سيدي أبوحفص الحاج من منطقة البنود بالأبيض سيدي الشيخ وينتمون إلى أولاد سيدي الشيخ، ويمتلكون عقاراً فلاحياً، وبستاناً قديماً بالنابت والمتبوت، والوثيقة التي تقدم هذا البيان بأختام السلطة المغربية بفاس (رواية كل من محمد بوحلة، ومعلم القرآن زايد) ··تنتمي إليهم بالولاء أسرتين: - بن عامر - بوجعادة·

طائفة أولاد هلال: ينتمون إلى قبائل بني هلال من زغبة، ويوجد (باب اهلال) باسمهم في قرية تيوت، ومنهم عائلة عمارة، فقراء ومريدون للطريقة الطيبية بوزان، يشتهرون بحفظ القرآن، أهل ذكر وصلاح·
أشهرهم اليوم سيدي الحاج أحمد بن عمارة، تلميذ سيدي محمد بلكبير، أنشأ مدرسة قرآنية، وهو الذي يتولى الفتوى الشرعية··
استقرت هذه الطائفة بعسلة في عهد سيدي أحمد بن بوالأنوار بن التومي بن سيدي أحمد المجدوب، الذي بنى المسجد العتيق بعسلة، وكانت له خلوة عبادة بشعبة بن ساسي غرب الوادي الكبير، كانت له خلوة أخرى أسفل هضبة الركاني، قُبالة عين الشيخ بن التومي، كانوا خدماً له·

طائفة البوازيد: لا يُعرف انتماؤهم الأصلي، وقد يكونون من الأشراف (أولاد سيدي بوزيد)، جاء جدهم من الناحية الشرقية، من بسكرة ! فوق ناقة واستقر بعسلة، فقراء ومريدون على الطريقة القادرية (سيدي عبدالقادر الجيلاني)، يشتهرون بحفظ القرآن· وضريح جدهم معروف، ويُدعى سيدي الحاج /م بوداود، وصل لهاته المنطقة قبل سيدي أحمد المجدوب بحوالي 04 سنة ·

طائفة أولاد عجاج: جدهم الأول يُدعى يحيى وهو معلم القرآن، وكان تحت إشراف سيدي أحمد المجدوب، ويقوم بخدمته، وخدمة أُسرته··

طائفة أهل تاوزة: وهي بلدة في المغرب، ينتسبون للشرف، ولم تبق منهم إلا امرأة واحدة اليوم !

طائفة أولاد رقاد: زالرقاقدة'' أتوا من أحد قصور آدرار، وهم شلح من زناتة·

طائفة أولاد بلخير: ترجع أصولهم إلى بني هلال·

طائفة أولاد عمارة: منهم عائلتي البكاي والدخيسي، ترجع أصولهم إلى''بني عقبة'' من حميان·
أضرحة متواجدة بعسلة
أبناء سيدي أحمد المجدوب وأحفاده:
- سيدي التومي بن المجدوب - سيدي مقران - سيدي العنتري - سيدي بوزار - سيدي أبو الأنوار·
- سيدي أحمد بن بو الأنوار- سيدي محمد بن بو الأنوار - سيدي الماحي - سيدي بن عبدالله (بلحفيان)
- سيدي بالشيخ - سيدي الساسي (أولاد لحسن) - سيدي بن عيسى - سيدي بوبكر - سيدي سليمان بن المجدوب·

شرائح أولاد سيدي أحمد المجدوب: 
*أولاد سيدي محمد* أولاد سيدي بن عيسى ( البناعسة ) *أولاد سيدي بوبكر * أولاد سيدي باالشيخ (الشويخات) *أولاد سيدي مقران ( المقارنة) *أولاد سيدي بن عبدا لله (العبادلة) *أولاد سيدي الحسين *أولاد سيدي الحسن *أولاد سيدي الماحي ··
أضرحة أخرى:
 موسى قراش: ينتمي إلى قبيلة هلالية، رجل صالح قام بخدمة سيدي أحمد المجدوب كان يغسل الحطب ليسخن به الماء الذي يتوضأ به الولي الصالح، ضريحه خلف ضريح سيدي أحمد المجدوب له حفيد يحمل نفس الإسم سموسى'' تلقى الفقه على يد سيدي أحمد بن بو الأنوار بعدما لاحظ عليه الورع، وهو مدفون بالمغرب، مرض سيدي بو الأنوار فتركه أولاده فأمر موسى الحفيد بالابتعاد عنهم، والذهاب إلى المغرب، حيث يوجد ضريحه وزاويته المشهورة في ''برقم''، وله كرامات عديدة·
ينتشر أبناؤه بين سعيدة ''أولاد إبراهيم'' منهم عائلة منقور، والأغلبية تُوجد بمدينة سيدي بوسمغون وبعض البدو قرب عسلة·
سيدي الصافي الوافي: جد قبيلة ''أولاد زياد'' وهي قبيلة هلالية كانت حليفة لسيدي معمر بالعالية يوجد فرع منها في البيض بالجزائر، وبالمغرب· ضريحه بجانب ضريح سيدي موسى قراش خلف ضريح سيدي أحمد المجدوب·

سيدي قدور: حفيد سيدي الحاج بلقاسم، من ذرية سيدنا عثمان بن عفان··

سيدي امحمد بن التاج: جد أولاد سيدي التاج بن الحرمة المقيمين بمغرار التحتانية، يوجد ضريحه قبالة ضريح سيدي بو الأنوار، وهنالك قبة صغيرة لأحد أحفاد سيدي بن الدين بن سيدي الحاج بحوص ابن سيدي عبدالقادر بن محمد·

مولاي امحمد: ضريحه بعسلة ، من ذرية سيدي امحمد بن عبد الرحمن السهلي، وهو رجل دين وفقيه، استقر بعسلة منذ زمن بعيد، تزوج من عائلة أولاد معمر المدعو ''الدهان''، وهم من أولاد الحسين (أبناء سليمان بن المجدوب)، كان يأتيه الشريف كل ليلة في الثلث الأخير من الليل، ويناديه من أمام خيمته: ''يامعمر ! ركعة في جوف الليل تساوي الدنيا وما فيها''، رجل أبيض بلباس أبيض، يتوضأ ويصلي لغاية الفجر· له خلف في عسلة، الطيب بن المعطي والتهامي بن المعطي، يحيون المولد النبوي الشريف، يحتفون بصاحب سالبردة''، يقرؤون القرآن ويُطعمون الطعام، يشاركهم في ذلك أخوالهم أولاد سيدي بن عبد الله (عرش أولاد سيدي أحمد المجدوب)·

مولاي الهاشمي: جاء جدهم في منتصف القرن 91م (0681م) إلى بلدية عسلة، استقر مع عائلة الحاج بن محمد، من فرع أولاد التومي· مولاي الهاشمي علوي من أشراف المغرب الأقصى تزوج من بنات أولاد التومي وأنجب منها مولاي علي، الذي تزوج بدوره من عائلة ملكاوي من شريحة أولاد سيدي محمد في الثورة التحريرية قاموا بدور فعال، منهم الشهداء مولاي البشير ومولاي الجيلالي ومولاي قويدر ومولاي إبراهيم بلعربي ··هذه العائلة استقرت منذ 2691م بحمام سيدي أحمد المجدوب (بعين ورقة) ومنهم عائلة العربي وإبراهيم ومحمد وإسماعيل والطاهر والمجدوب ومولاي الهاشمي بن البشير المتوفى بالمدينة المنورة في 5791م·

معلومات من المخبرين: محمد بوحلة - بوبكر لزرق من شريحة أولاد سيدي محمد عرش أولاد سيدي أحمد المجدوب ··

ثانيا:الزاوية المركزية بسيدي الشيخ
وهذه الزاوية تقوم بدور أساسي في إيواء عابري السبيل وتحفيظ القرآن والعلوم الشرعية وممارسة الحضرة (قراءة الياقوت ولفظ الجلالة) وهي على موعد مع الركب في شهر ماي أو جوان أين يجتمع أولاد سيدي الشيخ وأبناء عمومتهم والمريدون والأتباع والخدام في احتفال كبير·
ثالثاً: زاوية مغرار: وترتبط بمفجر أطول ثورة في التاريخ الجزائري 1881- 4091م المسمى بوعمامة من أولاد سيدي التاج بن الحرمة سنة 1881م ، و في هذه الزاوية نجد الآثار التي تدل على حيويتها من خلال محافظتها على الإرث الثقافي والحضاري ومن خلال المدرسة القرآنية المتواجدة بها·
تمت الملاحظة بالمشاركة من خلال تواجد الباحث في قطاع الشؤون الدينية كمنتدب ومن خلال المشاركة الفعالة في الإتحاد الوطني للزوايا الجزائرية، وهذا ما سمح لي بملاحظة تأثير الزوايا في الحركة المرابطة الموسومة بالسلالة والزاوية والطريقة من الداخل·
المقابلة مع المشايخ ومقدمي الزوايا والمريدين ومعلمي القرآن الكريم هي التي سمحت بجمع المعطيات ومكنت الباحث من توضيح الرؤيا وبناء التحليل على أسس واقعية وعلمية (وثائق، رسائل، دراسات ··الخ) وتتبع ممارسات الفاعلين الاجتماعيين ·
 
 
   
 
عبد العزيز رأسمال