19‏/11‏/2010

بعدما شهدت تراجعا ملموسا في سنوات الجفاف



هواية تربية الخيول تعود إلى الواجهة لدى المربين الشباب بالنعامة

عادت هواية تربية الخيول إلى الواجهة بالنعامة، حيث تزايد الاهتمام بها لدى الكثير من المربين الشباب الذين توارثوها عن قدامى شيوخ الأعراش بالبوادي، حسبما أكده مسؤول مركز الاستعراضات التقليدية للفروسية بـ «المشرية»، وبعدما شهد نشاط الفروسية وتربية الخيول تراجعا في سنوات الجفاف التي أثرت سلبا على مداخيل الموالين سمح ميلاد العديد من النوادي الشبانية بعودة الاهتمام لمكانة الفرس البربري الأصيل بالولاية.

التربية الحيوانية لا تزال بعيدة عن تطلعات الفئات المهتمة بالفروسية
واللافت للانتباه هو خوض المرأة النعاماوية غمار تربية
الأحصنة بفضل انخراط العديد من الفتيات في نادي فارسات الهضاب بـ «المشرية» الذي تأسس بداية سنة 2000، حيث يضم حاليا ما يقارب 22 مربية ينشطن في مجال العناية بتنظيم العروض وتربية وترويض الخيول، علاوة على تزايد المنخرطين في نوادي تربية الخيول والبالغ حاليا نحو 102 مربي ينشطون على مستوى 13 جمعية وتعاونية مهنية للموالين تسجل الولاية إقبالا محسوسا من السياح لإيطاليين على وجه الخصوص والوافدين على الولاية لممارسة الفروسية والتعرف على سلالات خيول المنطقة، وبالرغم من الانتعاش النسبي المسجل في ممارسة هواية تربية الخيول بالولاية إلا أن تنمية وتطوير هذا الصنف من التربية الحيوانية لا يزال بعيدا عن تطلعات الفئات المهتمة بالفروسية وفنطازيا الخيول بالمنطقة التي تشتهر بالعديد من الوعدات الشعبية على غرار مواسم «سيدي أحمد المجدوب» و«سيدي التاج» و«مولاي الطيب» التي تحي بصفة مستمرة تقاليد سباقات الخيول العربية الأصيلة على مدى أيام محددة من فصول السنة، ومع تكوّن عدة جمعيات لهواة الفروسية وتربية الخيل بالولاية انضم البعض من مالكي الخيول بالولاية إلى تلك الفعاليات والهيئات بغية المحافظة على هذا النشاط والزيادة في تعداد الفرس البربري الأصيل الذي تقهقر من نحو 3500 رأس سنة 1988 إلى أقل من 1042 رأس مع نهاية سنة 2008، حسب إحصائيات مديرية المصالح الفلاحية، وحسب مصلحة دعم الإنتاج النباتي والحيواني فقد خصص لتدعيم شعبة تربية الخيول وتثمين نشاط الفروسية من طرف مديرية المصالح الفلاحية عن طريق منح قروض بدون فوائد وإعانات للموالين لتوفير الكلأ وإنجاز الإسطبلات إلا أن عدد المهتمين بمشاريع الدعم تلك لم يتجاوز الـ42 مربيا يمتلكون 62 رأسا، وأوضحت إحدى الناشطات في تربية الخيول ونائب رئيسة جمعية فارسات الهضاب لـ «المشرية» بأن تربية الخيول بالولاية تواجه عدة تحديات من بينها الحاجة الماسة إلى عملية ترميم وتحسين للأرضية المخصصة للاستعراض بميدان الفروسية بـ «المشرية» التي أصبحت غير صالحة، مضيفة أن الحصص التي توفرها الغرفة الفلاحية لمربي الخيول من الأعلاف المدعمة تبقى ضئيلة، وتشكل تكاليف المتابعة البيطرية إلى جانب غياب مؤطرين ونقص التكوين والتأهيل حول التقنيات الحديثة لتحسين وتربية السلالات الأصيلة للخيول وترويضها عبئا آخر دفع بعدد من مربي الفرس إلى العزوف عن هذا النشاط باستثناء ميسوري الحال الذين يتخذونه كهواية للتباهي في مناسبات الفنطازيا والوعدات.

هواية أعادت إحياء
أمجاد الماضي من جديد

ومن أجل
انطلاقة حقيقية لنشاط تربية الخيول يبحث الشغوفون بهذا الحيوان الأليف عن الحصول على الحوافز التشجيعية اللازمة لتحسين السلالات عن طريق التلقيح الاصطناعي بمركز «بلحنجير» بجنوب الولاية والمحافظة على هذا المخزون الثمين من الخيول الأصيلة بالولاية وإثرائه، وبغية تحقيق تلك الأهداف أسس شباب من أبناء الموالين من قبيلة «الرزاينة» ببلدية «البيوض» ناديا اسمه "خيالة الهضاب لنشاطات الفروسية" يعني بالتكوين في مجال ركوب الخيل ومداعبته وتقديم حصص تدريبية لتحسين أداء المبتدئين، ويطمح النادي إلى إعداد نشرية للمساهمة في التعريف بأنشطة الفروسية وطرق الاهتمام بالخيول، كما يقترح تنظيم مسابقة تمنح فيها جوائز لأحسن فرس وأفضل مرب للخيل، ويطمح مربو الخيول من جهتهم حسب أحد قدامى مربي الفرس الأصيل بمنطقة «تيوت» إلى تجسيد خطة متكاملة لإنعاش هذا النوع من النشاط الذي يوفر العديد من مناصب الشغل فضلا على توفير المزيد من العناية بسباق الخيول الأصيلة وجودة القطيع والنهوض بالتقاليد العريقة للمنطقة والحرف التقليدية المرتبطة بهاته الشعبة الحيوانية، ومن شأن الاهتمام بتربية الخيول بالمنطقة أن يشكل موردا ودخلا إضافيا لممتهني هذا النشاط إذا ما تأسست مهرجانات للتسابق واستعراضات الفروسية بالمنطقة تعود بالفائدة على مواليها، ومن أجل إحياء أمجاد الماضي عادت هواية اقتناء الحصان الأصيل للظهور بالمنطقة إذ أصبح يشاهد الفرسان بزيهم التقليدي وحلقات البارود واستعراضات الفروسية التقليدية كجزء لا يتجزأ من التراث المحلي عبر مضمار «المشرية»، ويرى المختصون في المجال أنه بالإضافة إلى وجود نوادي وعلفات الفرسان فإن تطوير تربية الخيول بحاجة إلى تكوين المربين وتحسين المتابعة البيطرية للحفاظ على الجواد.

جريدة البلاغ/ابراهيم سالم