18‏/11‏/2010

اول شهيد من ولاية النعامة يسقط برصاص فرنسا بباريس




بلدية العين الصفراء مهد الثورة الجزائرية بالجنوب الغربي

منطقة تيوت

الشهيد / ضاوي العربي

اول شهيد من ولاية النعامة يسقط برصاص فرنسا بباريس

لكم الماضي ولنا المستقبل~~

الشهيد الذي لم ينل حقه

مقدمة:


العربي ضاوي أحد الرموز التي انجبتهم المنطقة الثامنة و التي لن تنساهم بلدية تيوت وولاية النعامة معا .حيث لا يزال من عرفوا خصاله يعتزون و يفتخرون به عرفانا بتضحياته في سبيل الجزائر
وهذه النبذة يرويها سكان مدينة العين الصفراء و تيوت الذين عايشوا طورا من حياته خصوصا سنوات تواجده بالعين الصفراء ناشئا و مناضلا بارزا في صفوف الحركة الوطنية و طموحا للانخراط في جبهة التحرير الوطني (1).

1- الملتقى الأول حول حياة الشهيد المنظم من طرف جمعيةاغرم اقديم بتوت

مولده ونشأته
ولد العربي ضاوي سنة 1926 بمدينة العين الصفراء ولاية النعامة ابن ضاوي محمد المصطفى ووالدته تدعى خلادي عائشة ., له ثلاثة اخوة اشقاء من الأم وهم رحو محمد متوفي ، بوضيفين فاطنة ، و اخ ثالث يدعى بوداود محمد لا يزال على قيد الحياة و بالرغم من تقدمه في السن الا انه لا يزال يحتفظ بكل كبيرة و صغيرة في ذاكرته حول حياة الشهيد العربي (2) ،

تعلمه
تلقى العربي ضاوي ابجديات اللغة الفرنسية تلقائيا ، لكن زيارة الأب الروحي للحركة الوطنية مصالي الحاج و خطابه الشهير بشارع سيدي مولاي امام دكان القراري كان له الأثر البالغ في نفسية العربي ضاوي و الذي طالب الشعب الملتف نحوه بضرورة تعلم اللغة العربية و من ذلك الوقت انكب العربي ضاوي على الدروس الحرة (2)

العربي ضاوي ينضم الى الحركة الوطنية

كغيره من الشباب التواق الى حمل السلاح و الانخراط في صفوف جبهة التحرير الوطني كانت للعربي ضاوي رؤية ثاقبة للنيل من فرنسا و همجية الاستعمار و نظرا لصعوبة التحركات بالمنطقة التي كانت قبضتها جد محكمة من طرف جنود فرنسا بالمنطقة بدأ العربي ضاوي يتصل بنشطاء الحركة الوطنية بالعين الصفراء و كان ذلك في سنة 1947

2- تصريحات شقيق الشهيد من الأم بوداود محمد

العربي ضاوي يلتحق بالمهجر

كما سبق الاشارة اليه العربي ضاوي كان يتميز بذكاء خارق و متشبث بالحركة الوطنية و نضالات رجالها ، مما جعله يندمج بسرعة البرق داخل صفوف الحركة الوطنية حيث التحق باعضائها بفرنسا و بالضبط بباريس بعدما تم تهريبه الى هناك و كان ذلك سنة 1951 فانخرط في النضال الحقيقي رفقة عدد من الجزائريين المنضويين تحت لواء جبهة التحرير الوطني و بدا في تمرير رسالته السامية و المتمثلة في ضرورة الحصول على الاستقلال و الحث على محاربة الاستقلال الغاشم اينما وجد حيث اصبح لجماعته المدعمة لثورة التحرير صدى كبير بالمهجر (3).

المشاركة في مظاهرات 13 جويلية 1953

كان يوم الثلاثاء 13 جويلية 1953 لما خرج العشرات من الجزائريين في مظاهرات عارمة بعدما تم المساس بقيادي الحركة الوطنية و كانت ساحة place de nation- paris France قد عجت بالمتظاهرين و المنددين بالخروقات التي اقدمت عليها فرنسا حيث توسعت موجة الاستياء مما خلق حالة من العصيان ارعبت شرطة فرنسا التي كانت تراقب الوضع عن قرب .(4)

3- تصريحات رئيس جمعية اغرم اقديم بوطراد احمد بتيوت

4- جريدة الفيغارو – فرنسا le journal – le FIGARO

العدد 2752 بتاريخ 15/7/1956

اول جزائري من النعامة يحمل العلم الوطني و يرمى بالرصاص من طرف جنود فرنسا

العربي ضاوي كان في الصفوف الأولى في جبهة المتظاهريين رفقة 5 اشخاص جزائريين لما اشتدت المواجهة بين شرطة فرنسا و المئات من خرجوا في احتجاجات عارمة ضد المساس برموز الحركة الوطنية و طرد قادتها من التراب الجزائري و امام تزايد اعداد المتظاهرين حيث تعالت اصوات كلمة الجزائر للجزائريين و المطالبة بالحرية اضطرت فرنسا الى قمع هذه المظاهرة التي قادها الجزائري ضاوي العربي ابن منطقة تيوت جنوب ولاية النعامة و الذي كان يحمل الراية الجزائرية لحظة رميه بالرصاص و لفظ انفاسه الأخيرة في ساحة فرنسا رفقة ستة جزائريين و فرنسي كان متعاطف مع هؤلاء الشباب و كان ذلك يوم 14جويلية 1953 و تعرض حوالي ازيد من 126 متظاهرا الى اصابات متفاوتة الخطورة (6) ، و كانت عملية القمع التي قامت بها الشرطة الفرنسية قد خلفت ردود افعال متباينة من طرف بعض الدول التي وصفت العملية بالمخزية و من بين المنظمات الحكومية التي اعتبرت تصرف فرنسا بالطائش بعدما اطلقت النار على مواطنين عزل.

6- جريدة الفيغارو – فرنسا le journal – le FIGARO

العدد 2752 بتاريخ 15/7/1956 ص 11

جثمان الشهيد ينقل الى مسقط راسه بتيوت بعد رفض الحاكم الفرنسي ميزون دفنه بالعين الصفراء

بعد حوالي اربعة ايام من مجزرة فرنسا و التي راح ضحيتها 6 جزائريين من بينهم الشهيد العربي ضاوي تم ارسال جثمان الشهيد العربي الى مدينة العين الصفراء حيث القت عليه عائلته النظرة الأخيرة و كانت جنود فرنسا قد اتخذوا عدة اجراءات قبيل وصول جثمانه خوفا من وقوع احداث شغب و بدأت نزرع بعض الفتن و اتضحت نوايا فرنسا اكثر بعد رفض الحاكم الفرنسي على منطقة العين الصفراء السماح بدفن الشهيد العربي ضاوي بالعين الصفراء حيث تم دفنه بعد ذلك بمسقط راسه ،

حسيبة بن بوعلي تعترف بخصال الشهيد و ترسل رسالة تعزية الى اهالي المنطقة الثامنة

و مباشرة بعد المجزرة التي طالت هؤلاء الشباب التي كان يتقدمهم الشهيد العربي ضاوي الذي سقط برصاص جنود فرنسا و العلم الجزائري يرفرف فوق دمائه راسلت حسيبة بن بوعلي (7)عائلة و اهالي المنطقة الثامنة في رسالة تعزية اشادت بخصال هذا الشاب الذي استشهد و هو لم يجاوز بعد سن 26 سنة.

المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار

تحيا الجزائر

7- تصريحات جمعية اغرم اقديم بتيوت

المقال نشر بجريدة الأجواء الوطنية بتاريخ 2/11/2010 العدد1182