3‏/12‏/2010

الاسكافة حرفة تقليدية تعود بقوة الى النعامة


تسجل حرفة الاسكافة كنشاط تقليدي عودة ملحوظة بمدينة المشرية بعد أن عرفت ركودا كبيرا في العشرية الماضية و انحصارها في فئة قليلة كانت تمارسها من أجل لقمة العيش وسط الشوارع في كثير من الأحيان ، و المتجول في بلديات ولاية النعامة خاصة بكبرى مدنها بلدية المشرية يلاحظ تضاعف الورشات المخصصة لهذا المجال و اعتمادها بالدرجة الأولى على العنصر الشباني مما يضفي عليها طابع الخصوصية لا سيما وأن أغلب الشباب كان الى فترات غير بعيدة يتهرب من هذه الحرفة الى أخرى أكثر عصرنة .و على رغم من أن أغلب الاسكافيين المهيكليين بالولاية لا يتعدى الـ 7 اسكافيين موزعين عبر بلديات الولاية فان أغلب الاسكافيين الأخرين يتهربون من عملية التصريح بنشاطهم مفضلين العمل بطريقة غيرمنظمة دون التسجيل بالغرفة للحصول على بطاقة الحرفي أو التسجيل بالقيد التجاري ، و يطالب هؤولاء الحرفيون ببعض التسهيلات لممارسة نشاطهم حتى يضمنوا استمراريته و جعله يتداول بين الفئات البطالة عديمة المستوى من جهة و احيائه كحرفة تقليدية عريقة يمكن عصرنتها من جهة أخرى لا سيما و أن مدينة المشرية كانت قبل عشريتين من الزمن مشهورة برواق خاص بالشارع الكبير الأمير عبد القادر من خلال الابداعات التي كان يقدمها الاخوة قاسمي خاصة في فصل الصيف أين يكثر الطلب عن بعض المقتنيات التي كان ينتجها الاخوة قاسمي ،و يؤكد الاسكافي قاسمي الخثير الذي يعتبر من النشطين القلائل و ذوي سمعة كبيرة في مدينة المشرية أن مهنة الاسكافي لا تتوقف عند تصليح الأحذية فقط بل تتعداها الى انجاز أحذية و التفنن فيها حسب الطلب و النماذج ،و في هذا السياق تشتهر مدينة المشرية ببعض الورشات التي تنجز أحذية موسمية انطلاقا من نماذج مستوردة حيث يكتشف الزبون لدى استلامه لبضاعته أنها تنافس في الاتقان و الجودة تلك الأحذية المعروضة بأسعار خيالية في محلات الألبسة الجاهزة المستوردة و مع زيادة الاقبال على هذه الحرفة التي تشهد انتعاشا حقيقيا بالمشرية من المنتظر أن يفتح تخصص لتكوين الاسكافيين بمركز التكوين المهني و التمهين بالمشرية استنادا الى أحد مسؤولي القطاع الذي اكد بأن انطلاق العملية متوقف على وصول التجهيزات البيداغوجية الخاصة بهذا الاختصاص ،من جهة كشف مدير الصناعات التقليدية بالنعامة أمحمد قفاف بأن هناك تسهيلات كبيرة سوف تقدم لكل من يقوم بتكوين الشباب و تلقينهم هذه الحرفة التي يستوجب الحفاظ عليها ، هذا و يرى ذات المصدر أن أهم عقبة تواجه برمجة التكوين في مثل هذه الحرف التقليدية هو عدم امتلاك أغلب الحرفيين لبطاقة الحرفي و ممارستهم للمهنة بطريقة فوضوية تصعب من مهمة الاعتماد عليهم في تكوين المتربصين و عموما فان اغلب الاسكافيين الممارسين بالمدينة بدأوا يعتمدون في نشاطهم على وسائل انتاج حديثة كالماكينات و القاطعات مما روج لجودة سلعهم خاصة في أوساط الزبائن و اعاد الانتعاش الى مهنتهم التي كانت على وشك الاندثار بالمنطقة .و لم يخف العديد من أصحاب هذه الورشات و أغلبهم من الشباب عن أملهم المستقبلي في توسيع هذا النشاط الى وحدات انتاج مصغرة لا سيما بعد الاجراءات الجديدة و التسهيلات التي أقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لدعم الاستثمار و استحداث وحدات انتاج تعمل على محاربة البطالة و خلق مناصب شغل جديدة ،و للاشارة فانه من المنتظر أن تتدعم هذه المبادرة بعد فتح تخصص الاسكافة و دعم مديرية الصناعات التقليدية لهذه الحرفة و اللذان سيساهمان في دون شك في في التكوين الجيد للراغبين في ممارسة هذه الحرفة التقليدية العريقة.

جريدة صوت الغرب.......سلامي